الخلاف حول نهج الحكومة وليس حول رئيسها

جنان جوان أبي راشد – خاص “المدى”

على الرغم من الكارثة التي حلّت جراء انفجار المرفأ والتي عمّقت الانهيار المالي والاقتصادي لا بشائر بتشكيل الحكومة قريباً وفقاً لما يسود في الأروقة السياسية، فالمشهدُ الحكومي ما زال ضبابياً بحسب مقربين من كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، التيار الوطني الحرّ، تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.
وأكدت مصادر مقرّبة من عين التينة ل “المدى” أن “الرئيس بري ما زال يجري اتصالات ومشاورات عبر كل القنوات، فهو على تواصل مع الجميع في إطار دوره الوطني والمؤسّساتي للتوصّل الى بلورة الصورة والتوافق على شخصية لتشكيل الحكومة لأننا في ظرف استثنائي وغير طبيعي، وفي مرحلة تتطلّب الجدية والوصول الى توافق وطني وتفاهم على الرغم من التباينات”.
وأعلنت أن “لقاء بري بالرئيس سعد الحريري وارد وممكن أن يعقد في الساعات القليلة المقبلة”، لافتة الى أن بري ليس متمسكاً بالحريري وحده، إنما الأمر يأتي من منطلق وطني، وأن الثنائي الشيعي يؤيّد تولي الحريري رئاسة الحكومة في هذه المرحلة الاستثنائية، والكثير من القوى السياسية يرى أننا بحاجة الى حكومة جامعة، والجميع يعلم أن هذه المرحلة قد تتطلّب وجود الحريري على رأس الحكومة”.
وردا على سؤال عن حقيقة رفض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط تسمية الحريري أو أنها تعدّ مناورة، تجيب المصادر المقرّبة من عين التينة: “إن الخلاف حالياً هو حول نهج الحكومة المقبلة أكثر منه حول من يرأسها”، الا أنها لفتت في الوقت نفسه الى أن “شخصية رئيس الحكومة ترسم معالم الحكومة”.
أما عن لقاء الرئيس بري والوزير السابق وائل ابو فاعور السبت وما اذا كان قد تناول الموضوع الحكومي، فقد اكدت المصادر ذلك، لكنها استطردت مكرّرة مقولة بري الدائمة: “تعاونوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”، مشددة على أن “المرحلة تتطلّب جدية”.
الى ذلك، أفادت مصادر التيار الوطني الحر “المدى” بأن “التيار لا يرغب بالمشاركة مباشرة أو من خلال تسمية وزراء في حكومة يرأسها الحريري لأنه ليس الوجه الإصلاحي المناسب لهذه المرحلة والتي يرفع فيها التيار شعاراً للحكومة هو: ثلاثية منتجة فاعلة واصلاحية”، الا أن المصادر أضافت إن “التيار لن يعرقل ولن يقف حجر عثرة أمام أي اتفاق، وسيقرّر كيفية التعامل مع أي حكومة مقبلة بحسب شخصية رئيسها وشكلها”، مجددة التأكيد أن “التيار الوطني الحرّ لم يطرح أي اسم لتولي رئاسة الحكومة”.
واستبعدت مصادر في تيار المستقبل من جهتها ل “المدى” “تأليف حكومة في المدى المنظور لأن لا خيارات واضحة حول الحكومة ونهجها بعد، والاجواء ضبابية”. وأوضحت أن “الحريري يعتبر نفسه غير معني بالكلام الذي يدور حول الحكومة العتيدة”، منتقدة مسار الامور الحالي والذي وصفته ب”الخاطىء”، قائلة إن “المجلس النيابي هو الذي يسمّي رئيس الحكومة من خلال الاستشارات وليس رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس النيابي”، وانتقدت ايضاً ان “يتم الاتفاق على برنامج الحكومة قبل الاتفاق على رئيسها كما يجري حالياً”، وأقرت بما أعلنته مصادر عين التينة بأن “الخلاف في الوقت الحاضر هو حول نهج الحكومة”.
وعن موقف جنبلاط، رأت أنه من الممكن أن يكون هناك تفاهم في هذه الفترة بأن لا تكون هناك حكومة اذا لم تكن حكومة مناسبة”، معتبرة أن “موضوع ترشّح الحريري من عدمه هو مسألة أخرى”.
ونفت مصادر تيار المستقبل أن تكون هناك قطيعة مع القوات اللبنانية أو مع الحزب الاشتراكي، مؤكدة أن “الحوار قائم مع الجميع الا أن الاجواء ما تزال ضبابية في ما يتعلق بالحكومة”.
وأعلنت أن الجانب الفرنسي على تواصل مع الحريري، وفي حين أن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم تُحسم بعد، من المؤكد في المقابل تقول مصادر تيار المستقبل أن “الرئيس الفرنسي سينفذ ما أعلن عنه”.
وأفادت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي من ناحيتها “المدى” بأن لا علاقة للقاء بري- أبو فاعور بتكليف رئيس للحكومة او بتأليف الحكومة بل تناول أموراً اخرى، واعلنت أن جنبلاط كان قد عبّر في تغريدة له عن موقف الحزب الذي يرفض الاستشارات الجانبية، لافتة الى “ضرورة تطبيق ما ينصّ عليه الدستور الذي يلزم رئيس الجمهورية بإجراء استشارات نيابية، واشارت الى ان “الكتلة ستجتمع بعد توجيه الدعوة للاستشارات لتتخذ القرار المناسب في ما يتعلق بتسميتها رئيساً للحكومة”.
اما عن رفض الاشتراكي تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، فقد نفت المصادر عينها هذا الكلام ، مؤكدة أن “لا رفض شخصياً لأيّ كان، فلم نرفض الحريري أو غيره”، انما الامور مرتبطة بموعد الاستشارات وباجتماع الكتلة بعده. واكدت المصادر عينها رفض “الاشتراكي” الاستمرار في ما كانت تنتهجه بعضُ القوى السياسية قبل 4 آب على صعيد اعتماد المحاصصة والمصالح السياسية، مشددة على ضرورة احترام مشاعر اللبنانيين بعد هذا التاريخ.