كتبت “اللواء”: المشهد الرئاسي في لبنان معقد الى أبعد الحدود، وهو بات بحاجة الى عناية خارجية فائقة في ضل انسداد شرايين التواصل بين أهل الحل والربط من المسؤولين اللبنانيين، وهذه العناية الى الآن غير متوافرة نظرا لوجود أزمات في المنطقة هي في نظر دول القرار أكثر أهمية من انتخاب رئيس في لبنان، وما يساعد على تجاهل الخارج لهذا الاستحقاق، هو عدم وجود نوايا لبنانية صادقة في مقاربة هذا الأمر بروح وطنية بعيدا عن لغة الربح والخسارة والمحافظة على المكاسب السياسية.
وتؤكد مصادر سياسية عليمة لـ”اللواء”، أن الأمور بالنسبة الى انتخاب رئيس كأنها ما تزال في يومها الأول، حيث لا يلاحظ أي إمكانية في وقت قريب لانتخاب رئيس، فاللجنة الخماسية التي كان من المتوقع أن تعقد اجتماعاً لهذه الغاية في الاسبوع الثاني من لقاء سفرائها الرئيس نبيه بري وقيامهم بزيارات فردية لبعض القوى السياسية، غابت عن الأنظار ولم يسجل لها اي حراك لا من قريب أو بعيد، وكأنها شعرت من خلال التقارير التي رفعها السفراء، بأن الأمور غير مؤاتيه بعد لحسم الملف الرئاسي، وأن اللجنة ربما تنتظر عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في محاولة جديدة لجس نبض المسؤولين في لبنان لكي تبني على الشيء مقتضاه، علما أن زيارة لودريان التي قيل انها ستحصل هذا الشهر لا شيء فعلي حولها، حيث لا يوجد على أجندة المجلس والسراي أو أي مقر سياسي أي موعد له، وهذا يعني انه ربما تكون زيارته ما تزال بعيدة بانتظار حدوث شيء ما يشجع الموفد الرئاسي الفرنسي العودة مجددا الى بيروت.
لكن المصادر في الوقت ذاته ترى أن الملف الرئاسي أصبح مرتبطاً بشكل ما بما يجري في غزة والجنوب اللبناني، وانه لا يمكن انتخاب رئيس قبل انقشاع الرؤيا حول كيفية الوصول الى تسوية تنهي الوضع القائم، على هذين الصعيدين.