تشير معلومات صحيفة “البناء”، الى أن الدور السعودي سيعود بقوة أكبر إلى لبنان من البوابة السورية. وأن دوراً سياسياً بارزاً ستلعبه سوريا في لبنان عندما تستعيد نهوضها، لكون دمشق أصبحت أولوية خارجية على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني وسيتعزّز موقعها في الخارج بعد موافقة النظام الجديد على الشروط الأميركية الدولية وأبرزها الانضمام الى الاتفاقات الإبراهيمية مع «إسرائيل» مقابل رفع العقوبات، فيما تراجع الاهتمام الدولي والأميركي تحديداً في لبنان، وبالتالي فإن لبنان سيتأثر بما يجري في سورية على الصعد كافة.
وفي سياق ذلك، لفتت معلومات «البناء» إلى أن المبعوثة الأميركيّة مورغن أورتاغوس تستعد لزيارة لبنان بعد الانتخابات البلدية في بيروت، لكنها ستعود إلى بيروت لاستكمال المباحثات مع المسؤولين اللبنانيين حول ما أنجزته الحكومة في ملف الإصلاحات وحصرية السلاح بيد الدولة وملف السلاح في المخيمات الفلسطينية، وستنقل إلى الحكومة اللبنانية رسالة من الإدارة الأميركية في ضوء القمم التي عقدها الرئيس الأميركي مع القادة الخليجيين والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وضرورة تكيّف لبنان مع التحولات الكبيرة التي تحصل في المنطقة وحجز مكانته في الإقليم الجديد على صعيد التنمية والاقتصاد. ووفق المعلومات فإن المبعوثة الأميركية ستعيد إحياء طرح اللجان الثلاثية للتفاوض على ترسيم الحدود البرية بين لبنان و»إسرائيل».
غير أن مصادر أخرى تشير لـ»البناء» الى أن مواقف أورتاغوس وأداءها أثارا استياء مرجعيّات سياسيّة لبنانيّة عدة، لا سيما بعد تهجّمها على النائب السابق وليد جنبلاط وجهلها في التركيبة والخصوصية الداخلية اللبنانية، وهذا الاستياء وصل إلى واشنطن مع مطالب بتقويم أداء المبعوثة الأميركية ومواقفها أو استبدالها.
واللافت وفق المصادر هو أنّه في اليوم الذي أعلن فيه ترامب رفع العقوبات عن سورية صعّدت الولايات المتحدة المواجهة مع حزب الله وفرضت حزمة جديدة وواسعة من العقوبات على شخصيّات تقول إنها تدعم الحزب مالياً، ما يعني وفق المصادر أن واشنطن تعتقد أن سلاح العقوبات المالية نجح في دفع سورية إلى تلبية الشروط الأميركية – الإسرائيلية، وبالتالي آن الأوان لتفعيل استخدام هذا السلاح ضد حزب الله ولبنان لفرض الشروط الأميركية – الإسرائيلية وفي مقدّمها نزع السلاح والتوطين والتطبيع.