خاص المدى_ جنان جوان أبي راشد
قفز الدولار حوالى 4500 ليرة في خلال 21 يوماً فقط، ومن بين القفزات اللافتة قفزةٌ واحدة في خلال 3 أيام فقط بحوالى 2700 ليرة.
ما هو سبب هذا التحليق اللافت للدولار على حساب الليرة، وخصوصاً في ظلّ قدوم عدد كبير من السياح والمغتربين الى لبنان؟
منسقة الخطة الاقتصادية في مؤسسة جوستيسيا الخبيرة الاقتصادية دوريس برباري ترى أن المشهد الذي وصفته بالكارثي على الصعيد السياسي والامني والاقتصادي ينعكس على سعر الصرف، اضافة الى تأثير تهريب المواد المدعومة وانسداد الأفق في ملف تشكيل الحكومة.
أسبابٌ عديدة وراء هذا الارتفاع في سعر الدولار، تعدّدُها برباري في حديث ل”المدى”، ومنها ايضاً المضارباتُ القاسية ضد الليرة، تمسّكُ المواطنين بالدولارات التي يمتلكونها وعدم صرفها، وتراجعُ مخزون الاحتياطي من العملات الأجنبية لدى مصرف لبنان، في حين أن كلَّ الاجراءات التي يتّخذها المصرفُ للجم الارتفاع في سعر الدولار تذهب سدى بسبب الأجواء الضبابية التي تخيّم على لبنان.
وتسأل برباري مستغربة كيف يمكن لجمُ الطلب على الدولار فيما يشكّل الاستيرادُ في لبنان نسبة 75 في المئة من احتياجات البلاد، بما يفوق 4 أضعاف حجم التصدير؟!
مساهمةُ المغتربين في ادخال العملات الأجنبية الى لبنان تصل الى حوالى 7 مليار دولار سنوياً، إلا ان هذه المبالغ، بحسب برباري، غير كافية لتلبية الطلب على العملة الصعبة، ويمكن وصفها بنسبة ضئيلة تساهم في استيراد جزء من المواد الاساسية الحيوية للّبنانيين، معتبرةً أن جزءاً كبيراً من هذه المبالغ النقدية “fresh dollars ” يتم تخزينُها في المنازل وتبقى خارج الاسواق، في وقت يلجأ فيه معظم المغتربين، المحتجزة ودائعهم في البنوك اللبنانية، الى الخيار الأنسب لهم، وهو سحب هذه الدولارات على سعر 3900 ليرة لبنانية لاستخدامها في مشترياتهم داخل الاراضي اللبنانية.
مئاتٌ قليلة من الليرات لا تتعدّى أصابع اليد الواحدة تفصل عن مبلغ ال5 آلاف ليرة كارتفاع في سعر العملة الخضراء في لبنان خلال 3 أسابيع تقريباً، وكل التعاميم والاجراءات التي تُتَّخذ، إما أنها لا تلجم سعر الدولار أو أنها تؤثر سلباً، في حين أن المواطن يتلوّى بسبب ارتفاع أسعار جميع السلع، بما في ذلك الأساسية منها مع بدء عملية رفع الدعم تدريجاً.