إليان سعد – خاص “المدى”
على وقع الازمة الراهنة التي يمر بها لبنان اقتصاديًا، البحث جار عن سبل الخروج من داومة الاستيراد التي اوقع لبنان نفسه فيها نتيجة سياسات اقتصادية خاطئة اعتَمدت نهجًا ريعيًا عوض الذهاب نحو الاقتصاد المنتج.
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طرح بالامس الذهاب شرقًا بالاستيراد لتنوع مصادر استيرادنا.
قضية ستلقى بطبيعة الحال ردات فعل كثيرة بين مؤيد ومعارض، الا ان المدى سألت الكاتب والباحث الاقتصادي زياد ناصرالدين عن اهمية وجود خيارات بديلة؟ وكيف ستنعكس على الاقتصاد اللبناني؟
ويقول ناصر الدين ان الغرب حول اقتصادنا الى اقتصاد استهلاكي في الوقت الذي نحن بحاجة الى جعل اقتصادنا انتاجي . ومن هنا ضرورة تنويع الخيارات عبر الاتجاه الى الشرق .
ويمكن الوصول الى ذلك بدايةً عبر البدء بالمشاريع التي عرضها الشرق على لبنان عبر الـ BOT من دون تكليف الدولة اللبنانية اي مبالغ اضافية. ويمكن تنفيذ هذه المشاريع بوقت زمني محدد من دون الدخول بالسمسرات الداخلية.
ولفت ناصرالدين الى ان الشرق عرض خطة للنقل قيمتها مليار دولار، لافتا الى ان قيمة المشاريع المعروضة من قبل الشرق تصل الى 5 مليار دولار مشيرا الى نسبة النمو التي يمكن ان تحققها هذه الاستثمارات.
خيار الذهاب الى الشرق سيدفع بدول اخرى الى طلب الاستثمار في لبنان وسيكسر الاحتكار الحاصل ويخفف من الشروط الموضوعة.. اما عن التهويل من نتائج فرض عقوبات على لبنان فيقول ناصر الدين، ان التبادل العربي الصيني يصل الى 126 مليار دولار سنويًا، سائِلًا ما اذا كان الحظر بالتعامل مع الشرق مفروض فقط على لبنان ؟ وهل المطلوب محاصرة لبنان عربيًا ويمنع عليه التعامل مع الشرق؟ وهل المطلوب ان يجوع شعبنا ليقدم التنازلات؟
وتحدث عن اهمية المقاومة الاقتصادية لحماية البلد على اعتبار ان الاستقلال الاقتصادي يوازي الاستقلال السياسي ..
ولكن كيف يمكن الاستيراد بالليرة اللبنانية؟
يمكن اعتماد الليرة عبر تبادل المنتجات بين الدول وهذه مهمة تقع على عاتق وزارتي الاقتصاد والتجارة والخارجية والمغتربين
ويلفت ناصر الدين الى وجود العديد من الدول التي تعتمد على التعامل في ما بينها بالعملة المحلية، كالتعاون الحاصل بين ايران وتركيا، وبين ايران والصين، وبين منظمة دول شانغ هاي.
وعلى الرغم من تعويل ناصر الدين على خيار الذهاب شرقًا في الاقتصاد على اعتبار ان مثل هذا الخيار سينقل لبنان من مرحلة الركود الاقتصادي الى مرحلة جذب الاستثمارات واعادة تفعيل الحركة التجارية الا ان معرقلين كثر سيعملون على منع الذهاب في هذا الاتجاه اولهم حلفاء الولايات المتحدة في لبنان، الا ان ناصر الذين يرى ان كلمة الفصل ستكون لرئيس الجمهورية لاتخاذ القرار النهائي بهذا الشأن.