اكد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان ليس من امر سلبي مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يستدعي غسيل القلوب، وان التباين معه هو في مقاربات الأمور، اما التوافق فهو على الأهداف كلها، لافتا الى ان ” لدى فخامة الرئيس كل النية والتصميم والخطط لقيام دولة فعلية في لبنان” التي حان وقت قيامها، و”ان يكون لدينا جيش واحد وان يكون قرار السلم والحرب داخل الحكومة اللبنانية التي يجب ان تُطرح الأمور على طاولتها”، معتبرا انه خلال الأشهر الخمسة التي إنقضت، حصل تقدم كبير في الكثير من المجالات خصوصا عندما سمحت الظروف، لكن وتيرة الأمور يجب ان تكون اسرع.
وشدد على ان وجهات النظر مع الرئيس عون كانت “متطابقة مئة في المئة على الرغم من كل التشويش الذي يحاول البعض القيام به” وان “التبادل بيننا لم يتوقف في أي لحظة”.
كلام الدكتور جعجع جاء بعد زيارته قصر بعبدا ظهر اليوم حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واجرى معه تقييما للأوضاع العامة لا سيما في ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة.
وبعد اللقاء صرح الدكتور جعجع للصحافيين فقال:
“كان لي شرف اللقاء مع فخامة الرئيس، على الرغم ان التبادل بيننا لم يتوقف في أي لحظة، سواء بعد إنتخابه او حتى قبل إنتخابه رئيسا، وعلى الأخص بعد التطورات التي حصلت في المنطقة. وأجرينا تقييما للوضع، وتكلمنا بما علينا الكلام به، لا سيما في ما يتعلق بالقرارات الداخلية المطلوبة على ضوء تطورات المنطقة ومن دونها، وكانت وجهات النظر متطابقة مئة في المئة على الرغم من كل التشويش الذي يحاول البعض القيام به”.
حوار مع الصحافيين
ثم دار حوار بين الدكتور جعجع والصحافيين حيث سئل: اين التوافق وأين التباين مع رئيس الجمهورية؟
فأجاب: التوافق هو على الأهداف كلها. لدى فخامة الرئيس كل النية والتصميم والخطط لقيام دولة فعلية في لبنان. منذ 40 سنة، ونحن نعيش من دون دولة فعلية، واكد فخامة الرئيس في خطاب القسم انه مصمم على قيام دولة فعلية. وبالفعل، ففي خلال الأشهر الخمسة التي إنقضت حصل تقدم كبير، في الكثير من المجالات خصوصا عندما سمحت الظروف، لأن الظروف لا تسمح لك بتنفيذ ما تريد في الوقت الذي تريد. ونحن نرى ان الدولة التي تنشأ حاليا مختلفة عن تلك التي كانت موجودة في السابق. وهذا كله نحن متفقون حوله. اما المقاربات وسرعة التحرك، فهي تبعا للظروف والأوضاع.
سئل: هل يمكن إعتبار اللقاء غسيلا للقلوب؟
أجاب: لم يكن هناك من امر سلبي في القلوب لنقوم بعملية غسيل.
سئل: لكن كان التباين واضحا في الآراء؟
أجاب: ابدا. التباين في المقاربات، وهذا امر طبيعي، ففخامة الرئيس هو في موقع المسؤولية الأولى في البلد، ونحن حزب سياسي لدينا طروحاتنا وسنبقى نطرحها. اما فخامة الرئيس فلديه عدة أمور يأخذها في عين الإعتبار.
سئل: هل توجهتم برسالة معينة الى فخامة الرئيس؟
أجاب: ابدا. نتداول وفخامة الرئيس ولا نوجه إليه رسالة، على الإطلاق.
سئل: الرئيس عون يتوجه الى مبدأ الحوار بخصوص السلاح، وأنتم تطالبون بجدول زمني لحصر السلاح بيد الدولة، بعد الحرب الأخيرة، هل هذا المطلب لا يزال قائما؟
أجاب: الامر لا يرتبط بالحرب الأخيرة. حتى من دون الحرب الأخيرة، إن مبدأ الحوار نحن دائما معه كلنا، وما من احد ضد مبدأ الحوار. وعلى الناس ان يتكلموا جيمعا مع بعضهم البعض، على ان يكون الأمر محدودا بالوقت. واتصور ان الوقت قد حان، ليس بسبب الأحداث في المنطقة. هذه الأحداث أتت لتعزز القناعة ان الوقت حان. وهو حان على مختلف الجهات. لقد حان الوقت لتكون هناك دولة فعلية في لبنان. لا يمكننا، وسط كل ما يجري في الشرق الأوسط، ان نبقى دولة غير واضحة المعالم. لا. وبالأخص بعد زيارة الموفد الأميركي الأخير. البعض يعتقد ان موضوع قيام دولة فعلية يتم طرحه لأن هناك ضغوطات خارجية من الخماسية والأميركيين او من الأخوان السعوديين او من هنا او هناك. هذا غير صحيح. إن موضوع قيام دولة فعلية هو مصلحة لكل لبناني موجود في لبنان قبل ان يكون مطلبا خارجيا، فكيف بالحري اذا اصبح مطلبا خارجيا، لأن لا لبنان ولا غيره من الدول يمكنه العيش لوحده من دون علاقات خارجية مزدهرة.
سئل: عقب الاحداث الأخيرة التي حصلت في المنطقة، ما هي قراءتكم، وهل ثبت لكم ان ما حصل أثبت صحة قراءتكم التي تناولتموها منذ البدء؟
أجاب: انتم تشهدون. قراءتنا لما حصل كانت هي هي منذ البداية، ومفادها انه كانت هناك وضعية شاذة في المنطقة ولا يمكن لها ان تستمر من اليمن وصولا الى لبنان وما بينهما، فالمحور كله كانت الأوضاع فيه غير طبيعية. وهذا الأمر أدى الى ما أدى إليه، وكنا نتمى الا يحدث. لكن في نهاية المطاف هناك حتميات في التاريخ. وهذه من الحتميات، ان هكذا تصرف سيجر ردود الفعل هذه. وحصلت ردود الفعل هذه، وحصلت الحرب الإسرائيلية-الإيرانية والأميركية-الإيرانية وانتهت الى ما انتهت اليه. بتقديري، آمل ان يكون تقديري في محله، سيتم التوصل الى تفاهم أميركي-إيراني جدي تبعا لما يتلاءم مع نظرتنا للأمور كما نرى ذلك أصلا، وتبعا لما يتلاءم مع مصالح لبنان العليا.
سئل: بعد تصريح امين عام حزب الله الأخير، دعوتموه ليتصرف وفق ما تراه الدولة مناسبا. والكلام اليوم ان الحزب ما زال يعيد بناء القدرات وان المقاومة مستمرة؟
أجاب: لا. فلنكن منطقيين وواقعيين. إما نريد دولة في لبنان، او نريد وضعية كتلك التي كانت سائدة طوال أربعين سنة. ليس هناك من خيار بين الإثنين، وما حاول البعض إقناع اللبنانيين به او بعضهم، من ان المقاومة هي قوة للبنان، ويكون هناك جيش ومقاومة ودولة وغير دولة، وقرار الحرب والسلم تارة هنا وطورا هناك، هذا لا يبني دولة. ولقد شهدنا على ماذا يمكن ان يؤدي هذا المنطق في نهاية المطاف، وأكثر الذين تضرروا منه هم بيئة حزب الله بالذات. حرام ذلك! علينا جميعا مسؤولية ان نقول: إنتهى الأمر. وهو إنتهى، وحان الوقت لقيام دولة في لبنان ولأجل ذلك يجب ان يكون لدينا جيش واحد، وان يكون قرار السلم والحرب داخل الحكومة اللبنانية فقط لا غير. ولايعود لأحد ان يستنسب. انا رئيس حزب كبير، ورئيس كتلة نيابية كبرى ولدينا مجموعة من الوزراء تمثلنا لكن لا يمكن ان اسمح لنفسي بأن أستنسب مكان الدولة. الدولة هي التي تأخذ القرار، وإذا ما كان من أمر اريده، أطرحه على طاولة مجلس الوزراء. وكما قلت سابقا للشيخ نعيم: إذا كان لديك من رأي يتعلق بالأحداث الجارية بين إسرائيل وإيران، لديك من يمثلك في مجلس الوزراء، فليطرحه داخل المجلس ونتناقش به داخل المجلس ويم إتخاذ القرار. اما ان يتفرد احد منا بقرار هو أصلا ملك الدولة، فهذا غير مقبول. ونحن علينا ان نقول: لا. هناك أمور غير مقبولة.
سئل: كيف تقيم “القوات اللبنانية” عمل الحكومة وعمل رئيس الجمهورية من خمسة اشهر الى اليوم؟
أجاب: هناك تقدم كبير. وبالتأكيد، الدولة الحالية الفعلية مختلفة عما كنا نراه في السابق. ويمكنني القول بكل ضمير حي انه خلال هذه الأشهر المنصرمة، لم المس في أي مكان أي نفس فساد. ومن لمس فسادا، فليقل لنا، لنرى اين وكيف ولماذا. يمكن ان تسألني هل الحكم الحالي والحكومة اصابوا في كل ما قاموا به، أجيب: ربما، لا. ونحن جميعا، قد نصيب هنا ولا نصيب هناك. ولكن على الأقل فإن الاساسيات موجودة وهي: النية ببناء دولة وبالشكل الصحيح، ومن دون فساد. ومن هنا وصاعدا التوفيق من الرب.
سئل: لقد تكلمتم انه صار الوقت، فهل هناك من مدة زمنية أعطيت للدولة اللبنانية يتم في خلالها تسليم سلاح الحزب والمخيمات أو سيتم الذهاب الى مرحلة أخرى؟
أجاب: ما فهمته انا، نعم ان اللجنة الخماسية أبلغت هذا الأمر للدولة اللبنانية بما معناه ان هناك خطة عمل إذا لم يتم السير بموجبها فلبنان سيُرَك لمصيره. وفي الوقت ذاته سيبقى الجرح مفتوحا، ساعة عملية هنا، وساعة قصة هناك، او رواية هنالك. من المفترض ان ننتهي من هذا الأمر، لا نستيقظ صباحا لنعرف انه تم قصف سيارة هنا او منزل هناك، او مات شخص هنا او هناك. كيف علينا ان ننتهي من هذا الأمر؟ نحن بحاجة الى أصدقائنا لكي ننتهي من هذا الأمر، والّا فليقل لي احدهم كيف. عدا عن انه نحن بحاجة الى ان ننتهي من كل هذا الأمر وفق منطق الدولة. علينا ان نعود الى هذا المنطق، فكل المنطق الآخر لا يجوز ولا يستقيم. من اول لحظة تم فيها تطبيق إتفاق الطائف كان هذا الامر خرقا. هناك فقط منطق الدولة لا غير. ولقد أثبتت كل الأحداث ان المنطق الآخر كارثي وأدى الى كوارث، فهل نكمل به؟ لا. هذا لا يجوز ابدا.
سئل: بناء على أداء العهد والحكومة الحالية، الى اين نحن متجهون برأيكم؟
أجاب: رأيي في الإتجاه الصحيح، أننا نريد ان تسير الأمور بوتيرة اسرع بعد، وبالعمق أكثر. هذه تفاصيل. وكل الاتجاه الذي تسير به الدولة الحالية صحيح. لكننا بحاجة الى السير بعمق اكثر وبسرعة. وعلينا جميعا ان نتعاون لكي نسير بشكل اسرع وعمق أكبر لنبلغ الدولة الحقيقية. ويمكنني القول انه منذ بضعة اشهر الى اليوم، حصلت أمور كثيرة، وعلى سبيل المثال الانتخابات البلدية الأخيرة التي جرت. هل من يجيبني لماذا لم تحصل العام الماضي او الذي قبله؟ لقد حصلت اليوم، وعلى افضل ما يكون. وصراحة انا لم الحظ دركيا بآخر قرية في لبنان حاول ان يتدخل. وبالتالي، نعم هناك بوادر جيدة تجعلنا نأمل اننا امام دولة لبنانية فعلية بدأت بالوجود. وجل ما فيه، انه علينا ان نسرع أكثر لأن الناس منذ أربعين سنة من دون دولة، ولأن الاحداث تتسارع وعلينا ان نسرع معها.
وكان قصر بعبدا شهد سلسلة لقاءات وزارية ونيابية وتربويّة .
وزير المال
وزارياً، استقبل الرئيس عون وزير المالية ياسين جابر وعرض معه شؤوناً تتعلق بوزارته .
النائب نعمة افرام
نيابياً، استقبل الرئيس عون النائب نعمة إفرام واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة لاسيما في المنطقة بعد المواجهات الاسرائيلية –الإيرانية، كذلك تناول البحث مواضيع داخلية. وبعد اللقاء، قال النائب أفرام:” تشرّفت اليوم بلقاء فخامة الرئيس عون، حيث ناقشنا التحدّيات التي يواجهها لبنان والمنطقة. تطرّقنا الى ضرورة تطوير قانون الانتخابات النيابيّة الحالي ليمنح المغتربين حقّ التصويت لكامل أعضاء المجلس النيابي، كما أهميّة إجراء الانتخابات في موعدها، والعمل على قانون إنتخابات حديث يمثّل الطوائف والمناطق. كما تناولنا ملفّات حياتيّة أساسيّة: من أزمة النفايات، إلى التعيينات الإداريّة، ومرفأ جونية ودوره الحيوي”.
النائب احمد الخير
واستقبل الرئيس عون النائب احمد الخير الذي اوضح انه عرض مع رئيس الجمهورية للمستجدات الإقليمية، مشدداً على اهمية تطبيق القرار ١٧٠١ وحصرية السلاح بيد الدولة وحدها وان تأخذ هذه المسألة واقعاً عملانياً في المرحلة القريبة وليس البعيدة .
وأوضح النائب الخير ان البحث تناول ايضاً ضرورة تشغيل مطار رينه معوض الدولي في القليعات واتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك . وختم النائب الخير مؤكدا وقوفه إلى جانب الرئيس عون في هذه المرحلة الدقيقة التي تتطلب التفافاً حول الدولة .
النائب والوزير السابق نبيل دو فريج
وفي قصر بعبدا، الوزير والنائب السابق نبيل دو فريج الذي اجرى جولة افق مع الرئيس عون تناولت مواضيع محلية واقليمية اضافة إلى شؤون بقاعية .
محمد الحوت
واستقبل الرئيس عون رئيس مجلس الادارة المدير العام لشركة طيران الشرق الأوسط الاستاذ محمد الحوت الذي اطلعه على الاجراءات التي اتخذتها الشركة منذ اندلاع المواجهات الاسرائيلية -الإيرانية لتأمين التواصل بين لبنان والخارج والرحلات التي نظمتها لهذه الغاية . وأوضح الاستاذ الحوت ان هاجس الشركة كان ابقاء رحلات طيران الشرق الأوسط مستمرة وفق ما كانت تسمح به حركة الملاحة الجوية في عدد من البلدان المجاورة، موضحا ًان التنسيق كان تاماً مع وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني لهذه الغاية .
وابلغ الرئيس عون الاستاذ الحوت عن تقديره للجهود التي بذلها مع معاونيه وجميع العاملين في شركة طيران الشرق الاوسط لإبقاء الرحلات الجوية مستمرة بين لبنان والخارج ، كما نوه بالتنسيق بين الشركة ووزارة الاشغال العامة والنقل والعاملين في المطار ما ادى إلى استمرار الحركة الجوية فيه ذهابا وايابا .
وفد جمعية One Voice Foundation
الى ذلك اطلع الرئيس عون من وفد جمعية one voice foundation برئاسة السيد أنطوان قلايجيان على المؤتمر الدولي الذي تنظمه في 25 تشرين الأول المقبل تحت عنوان :تفعيل وتنشيط دور لبنان ليكون مقرًا دوليًا أنموذجيًا لحوار الحضارات والثقافات والأديان”، بالتعاون مع البروفيسورة لارا حنا واكيم، المنسقة الوطنية لبرنامج الإيمان من أجل الأرض” التابع لبرنامج (UNEP) الأمم المتحدة للبيئة، ويهدف إلى تعزيز قيم التواصل وكسر الحواجز الوهمية بين المكونات اللبنانية وبناء جسور الحوار والتفاهم على دور لبنان التاريخي كمنبر للتلاقي والإنفتاح. واعتبر ان رعاية رئيس الجمهورية لهذا المؤتمر “ستُشكّل دعمًا نوعيًا لمسيرتنا، ورسالة واضحة للعالم بأن لبنان سيبقى واحة للحوار، وموئلاً للقيم الإنسانية السامية في زمن تعاظمت فيه الإنقسامات”.
وعبر قلايجيان عن بالغ الاعتزاز بقيادة الرئيس عون الحكيمة، مؤكدا الثقة الكبيرة بأن عهده يشكّل بارقة أمل للبنان، نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارا. وقال :” إنَّ رؤيتنا لمستقبل الوطن تنطلق من الخطوط العريضة التي رسمها خطاب القسم التاريخي، والذي نعتبره نقطة تحول مفصلية في مسار الجمهورية، لافتا الى ان المؤسسة تأسست عام 2019 كمبادرة مدنية تُعنى بتجذير شعار “لبنان دولة الإنسان” وعملت على تنظيم مؤتمرات وورش عمل وندوات تهدف الى المساهمة الفعلية في اصلاح النظامين التربوي والسياسي.
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد ومثنيا على ما تقوم به الجمعية من نشاطات في سبيل تجذر الانسان في وطنه وتأمين ما يمكنه من النماء الفكري والتربوي والسياسي والاجتماعي. وتمنى رئيس الجمهورية النجاح للمؤتمر الذي تنوي الجمعية تنظيمه مؤكدا على أهمية تضافر الجهود لاعادة النهوض بالبلد على مختلف الأصعدة.