اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان ليس هدفه ان ينظر الى الوراء بل الى الامام بغية استكمال الخطوات الاساسية على طريق إعادة بناء الدولة، مشددا على ضرورة ان يتحلى الجميع بالمسؤولية في نقل الصورة الحقيقية لما يتم إنجازه. وقال:” لم ننجز كثيرا قياسا لما هو مطلوب الا ان ما تحقق حتى الساعة أساسي لوضع الأمور على المسار الصحيح”.
وشدد الرئيس عون على ان مصر لطالما وقفت الى جانب لبنان في عز ازماته السياسية والاقتصادية من دون ان تتعاطى في الشأن اللبناني الداخلي الا من باب المساعدة وليس من باب التآمر عليه.
موقف الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفد جمعية الصداقة المصرية -اللبنانية لرجال الاعمال الذي تحدث باسمه بداية رئيس الجمعية السيد فتح الله فوزي محمد مهنئا الرئيس عون بانتخابه وقال:”
يسعدني ويشرفني أن أتحدث إليكم اليوم باسم الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال التي تمثل جسراً صلباً ومتواصلاً بين بلدين شقيقين يجمعهما التاريخ والمصير. نهنئ فخامتكم والشعب اللبناني العزيز بخالص التهنئة وندعو الله ان يشهد عهدكم مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار يعبر فيها لبنان من الأزمة إلى الأمل ومن التحديات إلى البناء والنهوض.
أضاف: لقد كانت الجمعية المصرية اللبنانية على مدى أكثر من ثلاثين عامًا نموذجًا للتعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي بين مصر ولبنان. وتأتي زيارتنا هذه في إطار الحرص المشترك على تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر ولبنان، وفتح آفاق جديدة للشراكة في مختلف المجالات.
وأتقدم إليكم فخامة الرئيس بخالص الشكر على ما لمسناه من حفاوة استقبال وكرم ضيافة يعكسان أصالة الشعب اللبناني وعمق العلاقة الأخوية التي تجمع بين بلدينا.
إن ما يجمعنا من روابط تاريخية وثقافية، يشكل أرضية صلبة لبناء تعاون اقتصادي متين ومستدام يخدم مصالحنا المشتركة. ونسعى خلال هذه الزيارة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، في مقدمتها بحث سبل مساهمة الشركات المصرية في تلبية احتياجات السوق اللبناني، واستكشاف فرص التعاون الاستثماري والتجاري، والعمل معاً على تنمية العلاقات بين مجتمعَي الأعمال في البلدين.
ونؤكد لفخامتكم حرصنا الكامل على تقديم كل ما نستطيع، من خبرات وتعاون للمساهمة في إعادة إعمار لبنان ودعم اقتصاده ونكرر تأكيدنا أن محبتنا للبنان مستمرة وان ما يربطنا أكبر من المصالح إنه رابط الأخوة والأمل والمصير الواحد.
فؤاد حدرج
ثم تحدث نائب رئيس الجمعية فؤاد حدرج فقال:
نحن من الذين استبشروا خيرًا بوصولكم إلى سدة الرئاسة، وكان حدسنا في محله إذ رأينا في تصرفاتكم ما يعكس روحًا وطنية عالية تنم عن مستوى عال من المسؤولية المجتمعية وفهمًا عميقًا لمكونات الشعب اللبناني المتنوعة. تلك المكونات التي زادها تعقيدًا ما مرّ به لبنان من أزمات وما زادها تشعبا نظام طائفي استنزف طاقات الوطن وأضعف مؤسساته، واستغل الى اقصى درجات الاستغلال.
اضاف: نحن، اللبنانيون في الخارج لا نطلب إلا أن نرى وطننا ينعم بالحرية والديمقراطية وأن يكون بمنأى عن الاصطفافات الطائفية والمذهبية التي لم تجلب لنا سوى الدمار والخراب والانقسام وضيّعت اقتصادًا لطالما تميز بمرونته – إذ اننا لسنا من مصدري البترول والغاز -واعتمد اقتصادنا الذي كنا نتمتع به على العقول اللبنانية الفذة وعلى المغتربين الذين رفعوا اسم لبنان عاليًا في أرجاء المعمورة وكانوا بحق خير سفراء له وأثروا لبناننا العزيز.
وتابع: نحن نعيش في جمهورية مصر العربية هذا البلد العربي الأصيل حيث تنعم الجالية اللبنانية بكل احترام وتقدير ومودة. وفي إطار عملنا في الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال نستضيف بشكل دوري عددًا من الوزراء والمسؤولين المصريين واللبنانين حيث نناقش معهم خطط الدولة في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة وننقل لهم رؤيتنا ومقترحاتنا, وزيادة الصادرات اللبنانية الى مصر والمصرية الى لبنان .
وغالبًا ما نلمس تجاوبًا وتقديرًا يُترجم إلى حلول ملموسة لمشكلات المستثمرين سواء المصريين أو اللبنانيين.
نحن نعتبر أنفسنا من المحظوظين لأننا وجدنا في مصر وطنًا ثانيًا كريمًا وعزيزًا كما كانت دومًا مصر في قلب كل لبناني.
وختم: إننا نضع أنفسنا في خدمة لبنان من موقعنا هذا ونتطلع إلى أن نرى بلدنا الأم ينهض من كبوته مستعيدًا دوره ومكانته بين الأمم كدولة قوية ومؤسسات عادلة وقيادة حكيمة.
ونحن على ثقة أن رهاننا على قيادتكم لم يكن في غير موضعه وباذن الله بكم وبكل لبناني وطني سيعود لسابق عهده منارة الشرق.
رد الرئيس عون
ورد رئيس الجمهورية مرحبا بالوفد، مؤكدا على عمق العلاقة بين لبنان ومصر المتجذرة في التاريخ. وقال وحدها الجغرافيا هي التي تفصل بين البلدين الشقيقين، لافتا الى ان أوائل المهاجرين اللبنانيين قصدوا مصر في الفترة القديمة وكذلك الامر بالنسبة للمصريين، والى وجود عدد من العائلات التي تدل على التزاوج بين البلدين.
وشدد الرئيس عون على ان مصر لطالما وقفت الى جانب لبنان في عز ازماته السياسية والاقتصادية من دون ان تتعاطى في الشأن اللبناني الداخلي الا من باب المساعدة وليس من باب التآمر عليه، مستذكرا لقاءاته بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ كان قائدا للجيش وحتى يومنا هذا التي ان دلت على شيء فعلى محبته ومحبة المصريين للبنان والترابط الإقليمي والأمني والسياسي بين البلدين. “فمصر بما تمثله تشكل محطة جامعة ولا تزال تتبوأ مركزا سياسيا قياديا في المنطقة منذ القدم وتقوم بدورها في اطاره”. واعتبر ان دور رجال الاعمال اللبنانيين والمصريين في أي من البلدين أساسي في استكمال العلاقات الثنائية، متوجا بالشكر لمصر دولة وشعبا على المحبة العميقة للبنان واللبنانيين، والى أعضاء الوفد بالقول “هذا ليس بلدكم الثاني بل بلدكم الاخر”.
وفي حوار مع أعضاء الوفد، أعاد رئيس الجمهورية التأكيد على ان الهدف الاساسي في هذه المرحلة يتمثل في اعادة الثقة بين المجتمع اللبناني والدولة من جهة وبين لبنان والخارج من جهة ثانية، مشددا على “ان طموحنا ابقاء الشباب اللبناني في وطنهم وتأمين الظروف الملائمة لعودة المنتشرين منهم من خلال توفير الاستقرار السياسي والأمني” . وإذ كشف عن انجاز عدد من الخطوات الإيجابية في خلال فترة قصيرة من عمر الحكومة وذلك رغم الصعوبات القائمة، فانه أوضح “ليس هدفي ان انظر الى الوراء بل الى الامام بغية استكمال الخطوات الاساسية على طريق إعادة بناء الدولة”، لافتا الى ضرورة ان يتحلى الجميع بالمسؤولية في نقل الصورة الحقيقية لما يتم إنجازه. وقال:” لم ننجز كثيرا قياسا لما هو مطلوب الا ان ما تحقق حتى الساعة أساسي لوضع الأمور على المسار الصحيح”.
أضاف رئيس الجمهورية:” سيواصل غير المستفيدين من قيام الدولة العرقلة ومحاولة إبقاء الوضع على ما كان عليه ليحافظوا على استفادتهم من الفساد، لكنهم لن يؤثروا علينا ولن نسمح لهم بإيقاف القطار الذي انطلق. وعليكم انتم في المقابل كلبنانيين في الداخل والخارج المحافظة على ثقتكم بهذا البلد لاعادة النهوض به من جديد”. وقال ان 90 % بالمئة من معركتي تتمحور حول محاربة الفساد، معتبرا ان نسبة كبيرة من أسباب الازمة الاقتصادية في لبنان تعود اليه لان بلدنا ليس مفلسا بل مسروقا وعندما نحارب الفساد ونحاسب المرتكبين يبدأ وضع لبنان على سكة إعادة ثقة الداخل والخارج بالدولة. وإذ اكد على أهمية دور القضاء في هذا الاطار فانه لفت الى قيام ورشة قضائية بدأت بالتشكيلات وستستتبع لاحقا، مؤكدا انه يولي اهتماما خاصا لإبقاء القضاء بعيدا عن أي ضغوطات من أي نوع كانت.
وختم بالتشديد ردا على سؤال على أهمية إيلاء القطاع الزراعي الاهتمام اللازم ، لافتا الى ان الرؤية موجودة في هذا الاطار، داعيا اللبنانيين الى ان يشتبثوا بدورهم بالأرض وبجذورهم. ودعا اعضاء الوفد الى الاستثمار في لبنان ومساعدته على قدر محبتهم له.
وزير الاتصالات
واستقبل الرئيس عون وزير الاتصالات شارل الحاج واطلع منه على أوضاع وزارته وخطة عملها للمرحلة المقبلة إضافة الى المشاريع والخدمات التي تنوي القيام بها والانضمام اليها.
مدير “STARLINK”
كما استقبل الرئيس عون المدير العالمي لترخيص وتطوير ” ستارلينك” السيد SAM TURNER الذي اطلع رئيس الجمهورية على مسار المشاورات التي تجريها الشركة مع وزارة الاتصالات اللبنانية من اجل ضم لبنان الى شبكة الدول الـــ 136 التي تتوافر فيها هذه الخدمة، عارضا لابرز فوائد ” ستارلينك” في مجال تعزيز ” الانترنت” بواسطة الأقمار الصناعية ما ينعكس إيجابا على عمل المؤسسات الصناعية والتجارية والمصرفية والتربوية إضافة الى الإدارات والمؤسسات الرسمية. ولفت السيد TURNER الى ان نظام ستارلينك يوفر دعما لشبكات الانترنت اللبنانية عند الحاجة ولا يشكل منافسة لها.