أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال ترؤسه قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، الى أن السلطة السياسية لا تأخذ شرعيتها من ذاتها، وليس لها أن تتصرف تصرفاً ظالماً. بل عليها أن تسعى في سبيل الخير العام. فلا تمارس ممارسة شرعية إلا إذا سعت إلى تأمين خير الجماعة”.
واضاف الراعي “هنا تكمن عقدة الأزمة السياسية في لبنان، أزمة تشكيل حكومة تكون حكومة إنقاذ مصغرة بوجوه ذات تراث وطني وغنية بخبرات ومنيعة بتجارب. لكن قرار تشكيل مثل هذه الحكومة يقتضي وجود رجال دولة يضعون خير البلاد وشعبها وكيانها فوق كل اعتبار. غير أننا نستبعد بكل أسف أن يتخذ مثل هذا القرار القابضون اليوم على السلطة السياسية. فلو قدروا لما أوصلوا الدولة إلى السقوط الاقتصادي وإلى حافة الإفلاس المالي، وإلى إفقار الشعب، وإقفال العديد من المؤسسات الصناعية والتجارية، وإضعاف المدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية من خلال إضعاف قدرة الشعب. آن الأوان ليجلس القابضون على السلطة السياسية على طاولة حوار وجداني لإنقاذ الدولة من الموت في مناسبة يوبيل مئويتها الأولى”. وتابع قائلاً: “أما الانتفاضة الشعبية فتواصل تحريك ضمائر المسؤولين السياسيين وإيقاظها من سباتها”.