أقامت رعية حدشيت، برعاية البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، حفل افتتاح الاديرة التي تم ترميمها: دير الصليب، القديسة شمونة، مار بهنام، مار انطونيوس البادواني ومار آسيا، بعد إنجاز تأهيلها من منظمة اليونسكو ومن ضمن مشروع إعادة تأهيل وتثمين وادي قاديشا المدرج على لائحة التراث العالمي، بمشاركة وزيري السياحة والثقافة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار ومحمد وسام المرتضى، السفيرة الايطالية في لبنان نيكوليتا بومباردييري ومديرة مكتب اليونيسكو الاقليمي في بيروت كوستانزا فارينا، وفي حضور النائب السابق جوزيف إسحق ممثلا النائبة ستريدا جعحع، النائب جورج عطالله، النائب ويليام طوق، والمطارنة: جوزيف نفاع بولس الصياح وحنا علوان، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف ورؤساء بلديات ومخاتير والأهالي.
وكانت كلمة للبطريرك الراعي الذي اعتبر أن “الله اهدانا هذه الارض الجميلة”. وتابع: “أتكلم اليوم حاملاً معي ثلاث كلمات هي: الجذور والجمال والثقافة. هذه هي الزوادة التي نأخذها معنا الى بيوتنا. وقبل ان اشرح، لا بد من اشكر معكم السفيرة الايطالية ومن خلالها الحكومة الايطالية وتحديداً وزارة الخارجية التي لديها برنامج التعاون من أجل النمو والذي تولى كل هذا العمل في الوادي المقدس. وأشكر معكم ما قاموا به من ترميم في الوادي المقدس. ونشكر ايضاً اليونيسكو على تسهيلها للأعمال التي حضرّت للسفارة الايطالية والتي امنّت هذه التغطية المالية الكبيرة. كما أوجه معكم التحية الى مؤسسة الآثار في لبنان التي لها الدور الخاص في هذا الموضوع. وأود أن أصارحكم أنه لا يزال في القلب جرحان: الجرح الأول الوادي الذي يوصلنا الى وادي قنوبين والذي يتعذر عليه وصول الكبار في السن والمعوقين علماً انه يقال قياس ثقافة شعب اهتمامه بالمعوقين فهم لا يستطيعون الوصول الى وادي قنوبين ورؤية جماله. فمنذ وصولي الى سدة البطريركية وانا انادي بهذا الامر ولم يتحقق الجرح الثاني ان قنوبين ليست مكاناً أثرياً فقط بل هي قرية يسكنها أناس وليس لها طريق”.
أضاف الراعي: “كيف نستطيع الوصول الى هؤلاء الناس اذا أصابهم أي مكروه؟ يموتون في أرضهم. فهذه بلدة لبنانية فيها شعب ومختار ويحق لهم ما يلزمهم مثل باقي المواطنين. لقد حملنا العودة الى الجذور من خلال الكنائس التي ترممت. جذور تاريخية وثقافية في هذه المنطقة. لذلك، لا نخاف طالما أن الأرزة تعبر عن ثباتنا وعدم اقتلاعنا. ويجب علينا الحفاظ على هذه الأرض وغيرها في كل المناطق طالما ان الله سبحانه وتعالى أرادنا عليها وفيها.
والكلمة الثانية التي احملها معي: لقد شاهدنا كل شيء جميل. فالجمال أهم شيء في الحياة. والجمال ليس فقط في وجه الإنسان إنما هناك جمال القلب وجمال الروح كما جمال العمل وجمال التعاطي كذلك جمال السياسة وجمال الاقتصاد والاعلام. يعني كل شيء يجب ان يكون جميلاً حتى يكون مقبولاً من الناس. وهذه دعوة لنا لنعيش الجمال.
والكلمة الثالثة هي الثقافة: وهنا أشكر وزير السياحة على إدراج الكنائس الخمسة من ضمن التراث العالمي السياحي. كما اشكر اليونيسكو التي ادخلت الوادي ضمن التراث العالمي. وأعتقد أن فرحة معالي وزير الثقافة كبيرة عندما يرى أن الثقافة محمية على كامل الارض اللبنانية وهكذا نفتح بلدنا لكل الناس في العالم كي يتنعموا بهذه الجمالات التي شاهدناها. جمال جذور وثقافة يعلموننا ان تكون أعمالنا مبنية على هذه الركائز الثلاثة الاساسية”.
وتابع: “أما لأهالي حدشيت فأقول لهم: مبروك. وأهنئهم من كل قلبي على هذا الإبراز لهذه الكنائس الخمسة وهم يعيشون جذورهم الدينية الرفيعة وهي تفتح المجال لىسياحة واسعة على ارض حدشيت. وهذا يقتضي من مجلس بلدية حدشيت استقبال السواح الذين يتوافدون ليشاهدوا جمال الكنائس. لقد شاهدنا كل هذه الترميمات وتحدثنا عن الجمال الذي شكل هندساتها. ونحن في هذه الليلة، نعيش ليلة جميلة، ليلة ثقافية جذورية”.
وتوجه البطريرك في النهاية، بالشكر الى السفيرة الايطالية ومديرة مكتب اليونيسكو على “التعاون الوثيق مع الوزارات المعنية وتمويلها من أجل إبراز السياحة الدينية”.