الراعي: السلام يقوم على 4 زوايا وحياد لبنان هو هويته الأساسية

الإثنين ١ كانون الثاني ٢٠٢٤

الراعي: السلام يقوم على 4 زوايا وحياد لبنان هو هويته الأساسية

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس رأس السنة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان“ودعي اسمه يسوع” (لو 2: 21)، قال فيها: “تحتفل الكنيسة اليوم بيعيدين: الأوّل ليتورجيّ وهو ختانة يسوع وإطلاق إسمه كما سمّاه الملاك يوم البشارة لمريم، وكشف معناه في الحلم ليوسف خطّيب مريم: “إنّه الله الذي يُخلّص شعبه من خطاياهم” (متى 1: 21). والعيد الثانيّ كنسيّ وهو الإحتفال باليوم العالميّ السابع والخمسينللسلام الذي أسّسه القدّيس البابا بولس السادس سنة 1966. وقد اختاره لليوم الأوّل من شهر كانون الثاني، لأنّه الأوّل في السنة الميلاديّة، ولأنّ يسوع المسيح هو “ملك السلام” (أش 9: 6)، بل “هو سلامنا” (أفسس 2: 14). بتعبير بولس الرسول. إعتاد البابوات توجيه رسالة للمناسبة، فوجّه قداسة البابا فرنسيس رسالته لهذه السنة بعنوان: “الذكاء الإصطناعيّ والسلام”. غير أنّنا في لبنان، نحتفل بقدّاس يوم السلام الأحد المقبل. إنّا ننتهز هذه المناسبة لنقدّم تهانينا الحارّة وتمنيّاتنا القلبيّة لكم جمبعًا، ولجميع أبناء كنيستنا المارونيّة في لبنان والشرق الأوسط وبلدان الإنتشار، أساقفة وكهنة ورهبانًا وراهبات ومؤمنين، سائلين الله أن يجعلها سنة سلام وخير وإيقاف الحرب على قطاع غزّة، وانتخاب رئيس لجمهوريّتنا اللبنانيّة، وانتظام الحياة الدستوريّة فيها. الختانة رتبة طقسيّة تُمارس عند الشعب القديم وينظّمها سفر التكوين (تك 17: 10-14)، خضع لها يسوع الطفل، كما يروي إنجيل لوقا: “لـمّا تمّت ثمانية أيّام ليُختن الطفل، دُعي اسمه يسوع” (لو 2: 21)”.

وتابع: “لرتبة الختانة ثلاثة أهداف:  الأوّل، الدخول في العهد مع الله، عهد أبوّة الله لشعبه، وعهد بنوّة الشعب لله، على أساس من الأمانة (أحبار 26: 42 و45). الهدف الثاني، الإنتماء إلى شعب الله المختار، لا بالحرف، بل بتطهير القلب فيتمكّن المنتمي إليه من محبّة الله فينال الخلاص. هكذا اقتضت شريعة موسى: “يختن الرب إلهك قلبك، وقلب نسلك، لتحبّه بكلّ قلبك وكلّ نفسك، لكي تحيا” (تثنية 30: 6). وهذا ما أكّده بولس الرسول: “الختان الحقيقي هو ختان القلب العائد إلى الروح، لا إلى حرف الشريعة. ذاك هو الرجل الذي ينال الشفاء من الله، لا من الناس” (روم 2: 28-29). الهدف الثالث، الخضوع لله، وتأدية العبادة له بالروح والحقّ (راجع فيل 3:3؛ يو 4: 24). على هذا الأساس وهذه الأهداف خُتن يوحنّا المعمدان في اليوم الثامن لميلاده، وسُمّي يوحنّا (راجع لوقا 1: 59-63)”.

أضاف: “نحتفل اليوم باسم يسوع: “ودعي اسمه يسوع” (لو 2: 21). “يسوع” اسم عبريّ “يشوع”، لفظة مصغّرة ل “يهو-شُوَع” أي “الله هو الخلاص”. أمّا اسم “المسيح” بالعبريّة “ماشيحا”، وباليونانيّة “كريستوس”، فيعني “الذي” مسحه الله وكرّسه وأرسله لخلاص البشر. في الثلاثين من عمره، بعد نيل معموديّة يوحنّا وامتلائه من الروح القدس وظهور بنوّته الإلهيّة للآب على نهر الأردن (لو 3: 21-23)، أعلن يسوع مضمون اسمه ورسالته المسيحانيّة بشكل رسميّ في هيكل الناصرة حيث قرأ ذاك السبت: “روح الربّ عليّ، مسحني وأرسلني لأبشّر المساكين، وأعلن للمأسورين تخلية سبيلهم، وللعميان عودة البصر إليهم، وأفرّج عن المظلومين، وأعلن سنة مقبولة عند الربّ” (لو 4: 18). مضامين هذه الرسالة تُختصر بكلمة واحدة هي السلام الذي أنشده الملائكة ليلة ميلاده: “المجد لله في العُلى، وعلى الأرض السلام” (لو 2: 14)،. يتبيّن من هذا النشيد أنّ يسوع إبن الله المولود في بيت لحم هو هذا السلام: فهو إيّاه الممجّد في السماء والمتأنّس سلامًا على هذه الأرض. السلام عطيّة من الله لكلّ مؤمن ومؤمنة، كما قال صريحًا الربّ يسوع: “السلام أستودعكم، سلامي أعطيكم. لا كـما يعطيه العالم، أعطيكم أنا” (يو 14: 27). هذه العطيّة الإلهيّة هي في عهدة كلّ إنسان وكلّ مسؤول: في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة. بميلاد إبن الله على أرضنا سلّمنا عطيّة السلام، لنزرعها في قلوبنا، ونجعلها ثقافةً ننشرها وندافع عنها. يقوم السلام على أربع زوايا مثل أي مبنى: الحقيقة والعدالة والمحبّة وحريّة أبناء الله. فلا سلام حيث الكذب، ولا سلام حيث الظلم، ولا سلام حيث البغض، ولا سلام حيث العبوديّة. ليس السلام شيئًا بالنسبة إلينا، بل هو شخص يسوع المسيح، على ما يقول بولس الرسول: “المسيح سلامنا” (أفسس 2: 14)”.

وقال: “بناء السلام أمرٌ مشرّف للغاية، ويرفع صاحبة إلى مرتبة أبناء الله، كما أكّد يسوع في عظة الجبل: “طوبى لصانعي السلام، فإنّهم أبناء الله يُدعون” (متى 5: 9). صنع السلام بطولة وانتصار، أمّا الحرب والنزاعات فضعف وانكسار. فيوصي بولس الرسول مسيحيي روما: “لا تجازوا أحدًا شرًّا بشرّ … بل احرصوا أن تسالموا، إن أمكن، جميع الناس … لا يغلبكم الشرّ، بل إغلبوا الشرّ بالخير” (روم 12: 17، 18، 21). هذا هو الدور الطبيعي المعطى للبنان بحكم ثقافته السلاميّة ونظامه السياسيّ المميّز بثلاثة:

أ- ميثاق العيش المشترك في الوحدة (سنة 1943)

هذا الميثاق كرّسه إتّفاق الطائف (1989) بجعل لبنان وطنًا مشتركًا مسيحيًّا-إسلاميًّا، يرتكز على فكرة قبول الآخر وحقّ الآخر بالإختلاف. كرّس الدستور (1990) مبدأ المناصفة بين المسيحيّين والمسلمين، بغضّ النظر عن العدد. قال أحد رؤساء الوزارة السابقين المغفور له رشيد كرامي، عن هذا الميثاق الوطنيّ: “لنعمل لما يُغنيه ولا يُلغيه”.

ب- رئيس الجمهوريّة هو “رئيس الدولة” (المادّة 49 من الدستور)

“رئيس الدولة” يعني ضامن المصلحة العامّة (res publica). مهما كان مستوى الإندماج والتضامن بين 18 طائفة في لبنان لا يستقيم من دون رئاسة جمهوريّة. فرئيس الجمهوريّة ضامن الشأن العام، والمصلحة العامّة العابرة لكلّ الإنتماءات الطائفيّة، ليس رئيس عائلة أو فئة أو طائفة، بل رئيس كل الدولة.

ج- حياد لبنان هو هويته الأساسيّة والجوهريّة التي تمكّنه من عيش رسالته في بيئته العربيّة. إنّ حياده عن الصراعات الإقليميّة والدوليّة هو في صلب ميثاق 1943، وميثاق جامعة الدول العربيّة، وسياسة لبنان الخارجيّة الرسميّة منذ 1943، وكلّ قرارات الأمم المتّحدة، وكلّ البيانات الوزاريّة منذ الإستقلال (راجع أنطوان مسرّة: الدولة والعيش معًا في لبنان، صفحة 28-31)”.

وأردف: ” عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة، والتحجّج بأسباب واهية غير مقبولة، وقد سمعنا مؤخّرًا من يشترط لإنتخاب الرئيس وقف النار النهائيّ في غزّة، كلّ هذه تعني القضاء على الميزات الثلاث التي ذكرنا. وهذا أمرٌ مُدان وغير مقبول على الإطلاق. ونكرّر أن من واجب المجلس النيابي، إذا كان سيّد نفسه، أن ينعقد وينتخب رئيسًا للجمهوريّة، فالمرشّحون معروفون وممتازون. أمّا ماذا يُخبّئ المعطّلون، فبات واضحًا من نتيجة الممارسة في ظل هذا الفراغ. نسأل الله أن يغلب نيات الحرب والشرّ والقتل والدمار والتعطيل، بسلامه الذيّ يبقى الأقوى، لأنّ السلام هو أنت يا ربّ. لك المجد والتسبيح، أيّها الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية للتهنئة بالاعياد.

شارك الخبر

مباشر مباشر

12:13 am

رويترز: القضاء الأميركي يحدد جلسة استماع يوم الخميس للنظر في طلب ولاية كاليفورنيا تقييد أنشطة الجيش في إنفاذ القانون بمدينة لوس أنجلوس

12:11 am

إيران: لم نرتكب أي انحراف بالملف النووي والمفاوضات الأحد

12:11 am

فرنسا.. تفاصيل مقتل مشرفة تدريس على يد تلميذ

11:40 pm

بالفيديو: توجه دورية للجيش نحو كروم المراح في أطراف بلدة ميس الجبل حيث توغلت قوّة معادية

11:38 pm

توقيف مواطنَين أثناء نقلهما كمية كبيرة من القذائف والمذنّبات والذخائر الحربية

11:33 pm

انتشال جثتَي طفلين من بحيرة زراعية في الزعرور

11:32 pm

حادث سير مروع على طريق سينيق

11:29 pm

ادخال كميات محدودة من المساعدات إلى غزة

11:26 pm

أ ف ب: محكمة أميركية تصدر أمرا يقيّد نشر القوات المسلحة في لوس أنجلوس

11:22 pm

مكتب وزير المالية الإسرائيليّ: الوزير يأمر بإلغاء الإعفاء من التعاون مع البنوك الفلسطينية

11:03 pm

المنار: قوات العدو اطلقت الرصاص بإتجاه اطراف بلدة الوزاني

11:00 pm

بالصورة: قوات العدو تتوغل عند الأطراف الشرقية لبلدة ميس الجبل

10:57 pm

الجيش اللبناني أبلغ لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بعدم العثور على أي منشأة في المبنى المحدد في الضاحية

10:46 pm

تعادل لبنان واليمن سلبًا في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا لكرة القدم

10:44 pm

قوة معادية تخرق السياج التقني وتتوغل في كروم المراح

10:38 pm

سريع: استهدفنا مطار اللد في منطقة يافا المحتلة بصاروخين باليستيين

10:35 pm

سرايا القدس: دمرنا دبابة ميركافاه صهيونية بعبوة برميلية شديدة الانفجار

10:22 pm

كاليفورنيا تطلب من المحكمة منع نشر قوات عسكرية في لوس أنجلوس

10:18 pm

أكسيوس عن مسؤولين أميركي وإسرائيلي: ترمب يرى أن بإمكانه إقناع إيران بالتوصل إلى اتفاق

10:12 pm

رونالدو يفصح عن سر لياقته البدنية

09:46 pm

العثور على جثة مسن في أحد الأحراج

09:32 pm

مبعوث ترامب الى سوريا: الشرع معرض لخطر الاغتيال

09:12 pm

هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر: ترامب أوضح لنتنياهو أن واشنطن ستستنفد الخيارات الدبلوماسية مع إيران قبل اللجوء لخطوات أخرى

09:09 pm

ترامب: سأفعّل قانون التمرد إذا لزم الأمر

09:01 pm

فون دير لايين: حزمة عقوبات أوروبية جديدة تقترح خفض سقف سعر النفط الروسي إلى 45 دولارا

08:58 pm

الرئيس عون شدد على أهمية اليونيفيل ودورها… ولودريان نقل تحيات الرئيس ماكرون

08:46 pm

ترامب يطلب من نتنياهو “إنهاء الحرب في قطاع غزة”

08:33 pm

“يديعوت أحرونوت”: الضباط أعلنوا في عريضة للحكومة الإسرائيلية رفضهم الخدمة العسكرية في ظل حكومة غير ديمقراطية

08:31 pm

وزير الاقتصاد عرض ولودريان مسار الإصلاحات والتحضيرات لمؤتمري المانحين والمستثمرين

08:22 pm

الرئيس عون يستقبل لودريان في قصر بعبدا

08:18 pm

بالفيديو: وصول قوة كبيرة من الجيش اللبناني إلى منطقة السان تيريز في الضاحية الجنوبية للكشف على أحد المباني

08:06 pm

اعلام العدو: دخول 4 ملايين “اسرائيلي” الى الملاجى بسبب اطلاق صاروخ من اليمن

07:57 pm

إعلام العدو: تم رصد إطلاق صاروخ من اليمن

07:56 pm

إعلام العدو: صفارات الإنذار تدوي في عسقلان ومحيطها

07:54 pm

“الزراعة” أطلقت الوحدات المتنقلة لتسجيل المزارعين بتمويل أوروبي

07:37 pm

الشرطة الكولومبية: 3 قتلى في انفجار 16 قنبلة وهجمات مسلحة في كالي

07:32 pm

جيش العدو الإسرائيلي: استهدفنا عنصر من حزب الله وآخر من “تنظيم السرايا اللبنانية” في شبعا جنوب لبنان

07:28 pm

يديعوت أحرونوت عن جندي إسرائيلي: شعرنا بانكسار بعد العودة إلى القتال في غزة والجميع في حالة إرهاق وعدم يقين

07:26 pm

مطلوب بموجب 7 مذكرات قضائية… هكذا تم توقيفه

07:20 pm

رسامني يشارك بأعمال مؤتمر “إعادة إعمار لبنان” وطاولة مستديرة حول تأهيل الخدمات الاساسية