خاص المدى – جنان جوان ابي راشد
وسط الغلاء الفاحش، السلة الغذائية المدعومة بدولار 3200 ليرة موجودة وغير موجودة في السوبرماركت ومحال المواد الغذائية.
في 28 ايار الماضي أعلن مصرف لبنان في تعميمين عن دعم أسعار السلع الغذائية الأساسية التي يصل عددُها الى حوالى 30 سلعة اساسية، بينها علف ومواد للزراعة، وهناك 8 سلع تؤثر مباشرة على المستهلك.
والاربعاء الماضي نشر وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمه على موقع الوزارة السلع المدعومة مع العلامات التجارية بالإضافة إلى أسعارها وزنتِها قبل وبعد الدعم، مشيراً إلى أن الوزارة حددت السعر الاقصى للسلع بالتعاون مع المستوردين.
لكن هل فعلاً باتت هذه السلع في الاسواق؟
موقع “المدى” جال على السوبرماركت وفي الاسواق لاستطلاع آراء المواطنين حول هذه الاسعار وما اذا كانوا فعلا قد علموا بأن هناك دعماً يشمل: الأرز حبّة قصيرة، العدس، السكّر، الفول، الحمّص، الفاصوليا، حليب البودرة وبعض أنواع معلّبات التونا، وبأن هناك مواد مدعومة كالزيت الخام للصناعة والذي سينعكس قريبا انخفاضاً في اسعار الزيت النباتي، والعلف الذي سينعكس على اسعار الحليب الطازج واللحوم في فترة لاحقة بحسب المعنيين بهذا الملف. فأعلنت غالبية المستهلكين أن لا علم لها أصلاً بوجود هكذا دعم، في حين لم يرَ بعض منهم أيّ انخفاض قد طرأ على الأسعار التي ترتفع باستمرار، الا ان بعض المواطنين اعلنوا أنهم يلجأون الى مواقع عبر الانترنت تستخدمها محالُ السوبرماركت للاعلان عن عروضاتها وأسعار عدد من المواد الغذائية، وبينها بعض هذه المواد المدعومة.
في المقابل، تشير مصادر وزارة الاقتصاد الى أن مواد السلّة المدعومة وصلت فعلاً الى بعض المتاجر، وأن الموضوع مرتبط بأيٍّ من المستوردين تتعامل كل سوبرماركت. وأوضحت أن جميع من استفاد من الدعم من المستوردين أدخل بضاعته الى الأسواق أو باتت علاماته التجارية كحدّ أقصى في المرفأ.
أما نقيب مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني بحصلي فلفت في حديث ل “المدى” الى أن سبب عدم انخفاض اسعار هذه السلع المدعومة في كل المحال هو وجود بضاعة تمّ شراؤها قبل حصول الدعم، وأننا ايضا بحاجة الى بعض الوقت للتأقلم مع الآلية الجديدة للدعم الذي نتمنى استمراره، معلناً أن بعض الشحنات المدعومة قد وصلت فعلاً.
وأضاف بحصلي إنه ومنذ بداية الاسبوع الحالي بدأ بعض التجار بعرض البضاعة المدعومة على الرغم من عدم استيفاء المبالغ المدعومة بعد من مصرف لبنان والذي يدرس الملفات ويصرف المبالغ تدريجياً. وتحدث عن الصعوبات التي يواجهها التجار في الحصول على الدولارات التي لا يمكن ايجادها في غالبية الاحيان بحسب السعر الرسمي لدى الصيارفة لاستيراد المواد الغذائية غير المدعومة.
وفي المحصّلة لا يمكن العثور على هذه المواد المدعومة في كل محال المواد الغذائية أو محال السوبرماركت على الرغم من مرور حوالى شهر على اعلان دعم هذه السلّة، فيما مبدأ الدعم بشكل عام يلقى معارضة لدى عدد كبير من الخبراء الاقتصاديين فيعتبرون أن المستفيد من الدعم هو التاجر وأن الدعم يشجع على التهريب ويؤدي الى التفريط بما تبقى من العملات الاجنبية، ويدعون بدلاً من ذلك الى صرف مبالغ نقدية للطبقات الفقيرة.