جنان جوان ابي راشد – خاص “المدى”
على الرغم من أنها على رأس لائحة القطاعات التي تُدخل العملات الاجنبية الى لبنان، تعاني السياحة كما كل القطاعات من الحصار الاقتصادي والانقسام السياسي، فمع انطلاق عمل الحكومة تتّجه الأنظار الى خطط انقاذية، ومن ضمنها خطّة تعيد العمل الى القطاع السياحي الذي يشكل العمود الفقري لاستقطاب العملات الاجنبية. وفي هذا الاطار، علم موقع “المدى” ان وزير السياحة رمزي مشرفية يستطلع آراء النقابات المعنية بهذا القطاع طالباً ملفات قبيل لقاءات سيجريها معها، وذلك تمهيداً لاطلاق خطته الانقاذية.
ويشير رئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الأشقر لـ”المدى” الى أن الخطة التي تقدّمت بها هذه النقابات الى وزير السياحة ليست جديدة، انما تمّ تحديثها بعد بروز المشاكل المتعلقة بالتحويلات بالدولار الى الخارج لانها تفرمل تسويق لبنان في المعارض الدولية وفي الخارج. ويلفت الى ان الأمر الأساسي الذي تسعى اليه النقابات هو العمل لإيجاد الحلول اللازمة للتوجه الى المؤسسات الدولية والاتحاد الاوروبي وتأمين التمويل الخارجي لتسويق لبنان واعادته الى الخريطة السياحية الاقليمية والدولية، معلناً أن الخطة تعوّل أيضا على التسويق للسياحة الطبيّة لأن الاستشفاء ليس خياراً، كاشفاً عن غياب الوسائل التطبيقية في هذا المجال حتى الآن، لذلك كانت هناك اقتراحات تقدمت بها النقابات في هذا الصدد الى الوزير مشرفية. وتدعو الخطة بحسب الأشقر أيضاً الى ضرورة انشاء هيئة تسويق للسياحة تكون تحت اشراف القطاعين العام والخاص بعد تحقيق الشراكة بين القطاعين، لأن المسائل التكنولوجية المستخدمة حالياً في وزاراتنا وفي الحكومة اللبنانية ما تزال ضعيفة جداً بالنسبة الى التسويق على المستوى الدولي.
ويؤكد الاشقر أن التسويق في الخارج لتغيير صورة لبنان أمرٌ مهم جداً، الا أن ما يقف عائقاً أمام السياحة اليوم هو نوع من الحصار الاقتصادي سببه الانقسام السياسي في البلد. ويشير الى أن “هناك تنبيهاً من المجيء الى لبنان، والأمر واضح إذ إن بعض السفارات طلبت من رعاياها عدم المجيء الى لبنان، وهذا يبيّن أن هناك نوعاً من الحصار والضغط على بلدنا، وذلك نتيجة الانقسام وعدم الاستقرار السياسي، فهناك أطراف مؤيدة لأطراف دولية، وأخرى مؤيدة لأطرف أخرى، وبالتالي هناك ضغوط مالية من طرف معيّن على الطرف الذي ليس من رأيه سياسياً”. ويضيف الأشقر “إن الحروب اليوم ليست فقط بالصواريخ والدبابات بل هي أيضاً حروب اقتصادية.” ويشدد على أن “نجاح وزير السياحة هو نجاحنا، ونجاح الحكومة في إخراج لبنان من أزمته المالية هو نجاحنا أيضاً كما هو نجاحٌ للبنان برمته”.
ويؤكد رئيس اتحاد النقابات السياحية أن القطاع السياحي والفندقي في وضع كارثي، فبعدما وصلت نسبة التشغيل في الفنادق في أيلول إلى ما بين 65 و75 بالمئة، تراجعت هذه النسبة حاليا وباتت لا تتعدّى ما بين الـ10 و15% في بيروت، فيما تقارب الصفر خارجها.
إعادة النهوض بالسياحة التي تقع على رأس لائحة القطاعات التي تُدخل العملات الاجنبية الى البلد تحتاج إلى فصل الاقتصاد عن السياسة، لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟