توجه امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الى الذين يخوضون معركة اسقاط العهد انتم تضيعون وقتكم ووقت البلد و”العهد” لا تستطيعون اسقاطه، لافتاً الى انه “عندما تحتاج مواجهة فرض ضرائب جديدة على الفقراء النزول الى الشارع سننزل الى الشارع واذا نزلنا الى الشارع لا نستطيع ان نخرج قبل تحقيق الاهداف التي نزلنا لأجلها “.
وقال السيد نصرالله خلال احياء مراسم اربعين الامام الحسين (ع)في بعلبك: “اذا جاء وقت نزول حزب الله الى الشارع ستجدوننا جميعا في الشارع ونغير كل المعادلات”، لافتا الى ان “معالجة الوضع الاقتصادي بالضرائب والرسوم سيؤدي الى انفجار شعبي مع ان الحكومة لم تتخذ قرارا بضرائب جديدة وهذا كان موضع نقاش”.
ودعا في اللحظة الحالية الى”التعاون بين مكونات الحكومة والتضامن وعدم الهروب من المسؤولية ومن يهرب من تحملها امام الوضع القائم يجب ان يحاكم خصوصا اولئك الذين اوصلوا البلد الى هذا الوضع الصعب، معتبراً أنه “من المهم ان تعكف هذه الحكومة وتناقش وتجد المخارج وتدرس بشكل مفصل الاقتراحات التي تحتاج لقرار وطني وحزم وارادة”.
واردف السيد قائلاً:”لتستمر هذه الحكومة لكن بروح جديدة ومنهجية جديدة واخذ العبرة مما جرى على مستوى الانفجار الشعبي”، مضيفاً: ” لا نؤيد استقالة الحكومة الحالية لانها اذا استقالت ليس معلوماً ان تتشكل حكومة في سنة او سنتين، ليست المشكلة في الحكومة بل في المنهجية، اذهبوا الى خطة ليضحي فيها الجميع الاغنياء والفقراء والزعماء والبنوك”.
ولفت إلى أن “رسالة هذين اليومين مهمة جداً ويجب ان يستوعبها كل المسؤولين ان الشعب اللبناني لم يعد يطيق اي ضرائب ورسوم جديدة وانه سينزل الى الشارع وتصبح كل القوى عاجزة عن الامساك بالشارع وهذا يجب ان يفهموه عند الذهاب للمعالجة”.
وتابع: “اعلان وضع ضريبة على الواتساب جعل الناس تنزل للشارع وهذا مؤشر على درجة كبيرة من الاهمية، وعلى الجميع من هم في السلطة وخارجها تحمل المسؤولية امام الوضع الكبير والخطير الذي يواجهه البلد “.
وتوجه للمتظاهرين بالقول :”إن أهمية حركتكم انها كانت عفوية وصادقة لا يقف اي حزب واي تنظيم واي سفارة اجنبية خلفها، ونحن جميعا نحترم قراركم بالتظاهر ونقدر صرختكم المعبرة عن وجعكم رسالتكم وصلت الى المسؤولين جميعا ووصلت قوية”.
وأشار السيد نصرالله إلى انه: “نحن نستطيع كلبنانيين اذا تصرفنا بمسؤولية ان نمنع حصول الانهيار الاقتصادي دون الذهاب لانفجار شعبي ولكن هذا يحتاج لتصميم وصدق واخلاص وتضحية،وبالوضع الحالي هناك خطران كبيران الخطر الاول هو الانهيار المالي والاقتصادي والخطر الثاني هو خطر الانفجار الشعبي”.
وكشف: “من السهل ان يقف اي احد ويتنصل من المسؤوليات والقاء التبعات على الاخرين، الانسحاب من الحكومة او المسؤولية، الاستقالة او ركوب الموجة ، بعض القيادات والقوى تتصرف هكذا، هذا الوضع نتيجة تراكم عشرات السنين وعلى الجميع تحمل المسؤولية حتى نحن مع تفاوت النسبة المئوية لكن كلنا يجب ان نتحمل ونقبل المسؤولية ومن المعيب ان يتنصل احد عن مسؤوليته عن الاوضاع السائدة وخصوصا من شاركوا في كل الحكومات السابقة”.
واعتبر السيد نصرالله أن “اهل بعلبك الذين رفضوا ان يتخلوا عن زينب (ع) وحاولوا استنقاذها هم نفسهم في هذا الزمن الذين حضروا في الجرود والسلسلة الشرقية وداخل سوريا وكل مكان يجب ان يكونوا فيه كي لا تسبى زينب مرتين،واليوم اميركا والصهاينة واعداء الشعوب عندما يشاهدون هذه المسيرات المليونية يغتاظون ويهلعون، ايام الحسين هي ايام المسؤولية وتحملها بصدق وشجاعة وان تقول الكلام المناسب في الوقت المناسب”، داعياً “لنتعاون لتجاوز هذه المرحلة الصعبة وما حصل خلال اليومين الماضيين يجب ان يضع لبنان امام مرحلة وعقلية جديدة”.
وختم:” أقول للقوى السياسية التي تريد الان في هذا التوقيت السيء والحساس ان تخوض معركة اسقاط العهد انتم تضيعون وقتكم ووقت البلد و”العهد” لا تستطيعون اسقاطه،ونحن في حزب الله لن نتخلى عن شعبنا وبلدنا ولن نسمح لأحد ان يدفع به الى الهلاك، ونجدد التزامنا بكل القضايا المحقة في المنطقة وفي بلدنا وشعبنا ولن نترك المظلومين والمعذبين لاننا قوم لا نترك الحسين”.