نبّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، إلى ضرورة تجنب التحريض الطائفي في لبنان، قائلاً: “في موضوع انتخابات الرئاسة نحن نتفهم حرص بعض المرجعيات الدينية على انتخاب رئيس للجمهورية ووضع حد للشغور الرئاسي في أسرع وقت ونتفهم ايضًا أن تقوم بعض المرجعيات الدينية بالضغط المعنوي السياسي والاعلامي على النواب والكتل والقوى السياسية للاسراع في انتخاب رئيس”، واضاف “لكن يجب الالتفات الى تجنب أي لغة أو خطاب يؤديان الى التحريض الطائفي سواء كان مقصودا أو غير مقصود. عندما يقال مثلا ان هناك من يخطط لتغييب الموقع المسيحي او الماروني الأول، هذا غير صحيح وكانه يوجه الاتهام فيه الى المسلمين”.
وأكد السيد نصرالله خلال رعايته حفل توزيع “جائزة سليماني العالمية للأدب المقاوم”: “أنه لا نية لأحد (ليس فقط حزب الله) لا يوجد أي كتلة نيابية تتعمد تغييب الموقع المسيحي أو الماروني الأول، الكل يريد انتخاب رئيس جمهورية في أقرب وقت حقاً وصدقاً والكل يريد انهاء هذا الفراغ والعودة الى الوضع الطبيعي”، قائلاً: “حقيقة الامر أن هناك كتل نيابية متعددة نتيجة الانتخابات النيابية ولا أحد في المجلس لدية أغلبية تضمن التصويت لمرشحه من الدورة الأولى ولا أحد لديه غالبية 65 صوتا لمرشحه المعلن أو الضمني”.
واضاف “من حقنا الطبيعي أن نقول اننا نريد رئيس لا يطعن ظهر المقاومة.. ومن حق أي كتلة أن تقول انها لا تريد رئيسا قريبا من حزب الله ونحن لا نناقش في هذه الحقوق”، مشيراً الى انه “عندما يقال ان هناك تخطيطاً لايجاد فراغ في المواقع المارونية الأولى في الدولة، أريد أن أؤكد أنه لا يوجد تخطيط من أحد وعلى ذمّتي، لا يوجد تخطيط لدى أحد لأن هذا الفراع اذا استمر ستفرغ أيضا المواقع الادارية الأولى لبقية الطوائف”.
ورأى السيد نصر الله أن “فراغ المواقع الادارية نتيجة طبيعية غير متعمدة ولا مخطط لها من أحد نتيجة غياب رئيس الجمهورية ونتيجة أن حكومة تصريف الأعمال لا تستطيع تعيين البدائل”، مضيفاً “أحد تجليات المشكل الأساسي في انتخاب الرئيس هي عند الموارنة”، مؤكداً أن “لا أحد سعيد بهذا الفراغ القائم بالبلد ولابالنزاعات القائمة ولا بالتعطيل القائم والموجود أمام كل هذه الأزمات”.
وحول موضوع الكهرباء، اكد السيد نصر الله أن “مشكلة الكهرباء عابرة للطوائف والمناطق.. ممكن بعض الزعماء لا يشعرون بها لأن لديهم كهرباء ليلاً نهاراً لكنها مشكلة حقيقية تترك أثرها على كل شيء في البلد”، مضيفاً “قيل لنا سابقا أن هناك مشكلة في الكهرباء ولو تستطيعون أن تؤمنوا لنا من ايران مادة من الفيول ولو لمدة 6 اشهر. المساعدة التي كنا نطلبها من ايران هي تساعد لبنان لـ6 أشهر وتضعه على سكة الحل”.
واضاف “بذلنا جهدنا واتصلنا بالاخوان المسؤولين في ايران والتمني والرجاء وصل الى الامام علي الخامنئي والرئيس ابراهيم رئيسي وتابع المسؤولون الأمر ووافقوا”، موضحاً “هناك من لا يعرف التمييز بين الفيول والغاز علما أن في ايران فيول وغاز.. في نائب لبناني كان قبل أشهر بمقابلة يقول بماذا تستطيع ايران أن تساعدنا؟ أنا معلوماتي أن بايران اذا انكسرت لوحة المراية ليس لديهم بديل عنها.. هذا النائب الجهبذ معلوماته تقف عند هذا الحدود”.
وتابع السيد نصر الله: “أقول لكم مجددًا كما قال وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، عرض الفيول الايراني ما زال قائمًا لستة أشهر وبالكمية التي طلبتها وزارة الطاقة اللبنانية والذي يحول دون تنفيذ هذا الأمر هو الأميركان.. هم الذين أبلغوا المسؤولين الرسميين أن هذا خط أحمر”، مشدداً على ان “الانقسام في الصداقات قد يكون تهديدًا وقلت سابقا فلنحول الصداقات الى فرص. فلنستفد نحن من صداقاتنا لمصلحة لبنان ولتسفيدوا أنتم من صداقاتكم لأجل لبنان”.
وقال: “نحن مشينا نصف المشوار واستفدنا من صداقتنا مع ايران وقبلت معنا بالمساعدة. اقول لحلفاء أميركا هذه السفارة الاميركية في عوكر والوفود الأميركية رايحة جاي. استفيدوا من صداقتكم مع أميركا للحصول على استثناء رسمي للحكومة اللبنانية للاستفادة من عرض الفيول”، مضيفاً “نحن سادة عند الولي الفقيه وكل يوم تثبت هذه المقولة.. أنتم ماذا عند أميركا والسعودية وعند الخارج؟ هل أنتم سادة أم عبيد أم ماذا؟ أحضروا الاستثناء وأنا ضامن لكم أن سفن الفيول الايراني ستتحرك الى لبنان”.
وحول جلسة الحكومة غداً، قال السيد نصر الله: “هناك نقاش حول الحق لحكومة تصريف الأعمال بالاجتماع أو لا. هذا النقاش بدأ قبل الفراغ الرئاسي ومغادرة الرئيس العماد ميشال عون لقصر بعبدا وأدلى الخبراء الدستوريون بآرائهم ومطالعاتهم”، مضيفاً “الكل يتذكر أننا في حزب الله بذلنا جهودا في الاسابيع قبل الفراغ وبذلنا ماء وجه لتشكيل الحكومة لكن النتيجة كانت عدم التشكيل”.
واضاف السيد نصر الله: “نحن في حزب الله بيننا وبين أنفسنا نعتقد بهذا من خلال مراجعتنا للخبراء الدستوريين قناعتنا الدستورية بيننا وبين أنفسنا وبيننا وبين الله أنه يحق لحكومة تصريف الأعمال لتأخذ القرار في حدود القضايا الضرورية والملحة غير القابلة للتأجيل”، معتبراً أنه “رغم قناعتنا حاولنا أن لا تنعقد الحكومة. لكن عندما أصبحنا أمام واقع قضايا فعلا ملحة من المستشفيات الخاصة الى أدوية السرطان شاركنا بالجلسة الأولى وكانت تداعيات للمشاركة وكتب الكثير من التحليلات. حقيقة نحن مضغوطين بوضع وهموم الناس ولا يوجد أي رسالة سياسية أخرى، الموضوع بالنسبة لنا له علاقة بالقناعة وضميرنا وحاجات الناس”.
واعتبر “لو لم نشارك يومها في الجلسة لكانت كل الجوقة الاعلامية والجيوش الالكترونية ستعمل لاسابيع على أن حزب الله عطل أدوية السرطان والمستشفيات والنفايات وقطع الطرقات بالثلوج.. لن يقولوا التيار الوطني الحر أو أي أحد آخر.. ستتوجه كل الحملة على حزب الله”، مشدداً “اليوم لدينا مشكلة كهرباء والاتفاق مع العراق انتهى وقته ويحتاج الى تمديد وهناك بواخر في البحر تسجل يوميا غرامات ربما قطعت المليون دولار وسمعنا السجالات بالايام الماضية وهذه سجالات لا توقف الغرامات التي ستدفع من الخزينة أي من أموال الشعب”.
وقال السيد نصر الله: “الحل الممكن الموقت العملي هو اجتماع حكومة تصريف الأعمال لتحديد اتفاق النفط مع العراق، وستوافق على سلفة الخزينة لشراء الفيول وتحسن ساعات الانتاج”، مضيفاً “نحن تمنينا أن تقتصر الجلسة على الموضوع الأكثر الحاحا وضغطا وهو موضوع الكهربا وأن لا نتجازو هذا البحث توفيرا لمزيد من التوتر السياسي في البلد وهذا يعبر عن حرصنا أننا لسنا ذاهبون لا الى خصومة ولا الى معركة ولا الى تغييب أحد”.
واعتبر أن “مجلس الوزراء غدا سيّد نفسه.. التزمنا بالحضور في المجلس لمعالجة الكهرباء وليس لتحدي أحد. اذا حضرنا لا نتحدى أحدًا، واذا أكمل الوزراء غدًا النقاط التالية لنقطة الكهرباء وانسحبنا أيضا فنحن لا نتحدى أحدا”، قائلاً: “ذاهبون الى معالجة قضية وملف ملح ومؤثر جدًا في حياة اللبنانيين وهذا هو المتاح ونأمل أن نتعاطى جميعا بروح المسؤولية بعيدا عن الاتهامات. نحن لم نذهب الى اصطفاف لنغادر اصطفافا. نحن لا نجامل رئيس الحكومة بل نقوم بمسؤوليتنا الأخلاقية والانسانية أمام الناس”. وختم قائلاً: “لا نريد أن نطعن بنظام ولا دستور ولا ميثاقية ولا شراكة نحن ذاهبون إلى معالجة موضوع ملح للبنانيين بالطريقة المتاحة. نقوم بمسؤوليتنا الاخلاقية أمام الناس فلا اصطفاف في الموضوع ولا تخندق”.
