خاص المدى – جنان جوان أبي راشد
النظام التربوي اللبناني بقطاعَيه العام والخاص الذي كان يتغنّى اللبنانيّون بمستواه على صعيد المنطقة يعاني جراء التدهور الاقتصادي وكورونا، لكن الى أين تتّجه التربية في لبنان، وهل هي في خطر؟ وماذا عن مستوى الشهادات؟
الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار اشار في حديث لـ”المدى” الى أن التعليم برمّته في لبنان هو في دائرة الخطر وسط الازمة الاقتصادية وجائحة كورونا وغياب مساعدة الدولة للمدارس، لافتًا الى إقفال ثماني مدارس أبوابَها هذا العام، وهي: مدرسة سيدة اللويزة في فيترون، معهد راهبات سانت تيريز في فرن الشباك، معهد سيدة الوردية في عشقوت، مدرسة مار يوحنا للراهبات الانطونيات المجانيّة في عشقوت، معهد notre dame de l’assomption لراهبات العائلة المقدسة المارونية في مزيارة، والمدرسة الابتدائية لراهبات القلبين الأقدسين المجانية في زحلة. ولفت عازار الى ان الأخطر من ذلك هو الغاء عدد كبير من المدارس بعض المراحل التعليمية كالابتدائي او الثانوي، فيما قام عدد منها بدمج للصفوف وهناك الكثير من المدارس مهدد بالاقفال قريباً.
وتطرق الأب عازار الى عدد التلامذة الذين تسرّبوا من المدارس الخاصة الى الرسمية، معلناً أن الرقم الذي أصدرته وزارة التربية والذي يشير الى تسرُّب 150 الف تلميذ من التعليم الخاص الى التعليم الرسمي مبالغٌ فيه، موضحاً أن 40 ألف تلميذ هو الرقم الأكثر واقعية.
وعن تراجع مستوى الشهادة اللبنانية وامكان عدم اعتراف بعض الدول المتقدمة بها مستقبلا، أقرّ عازار بتراجع مستوى الشهادة في السنوات الماضية وغياب الجرأة لمعالجة هذه المشكلة، وقد تعمّق هذا التراجع أكثر كما قال بعد عملية تخفيف المناهج من دون أن تتشاور وزارة التربية في الموضوع مع المدارس الكاثوليكية أو مع المعنيين بالمسألة، مستنكراً أن يقتصر العامُ الدراسي المقبل على 13 اسبوعاً فقط.
وعن المساعدات الفرنسية ومساعدات مؤسسة اعمال الشرق، فإنها لم تصل فعلياً بعد الى بعض المدارس كما يقول عازار، وهي ستشمل حوالى 70 مدرسة فقط من أصل 329 مدرسة كاثوليكية، فضلا عن عدد محدود من الأهالي.
وعلى صعيد لجان الأهل، تحدثت لـ “المدى” المستشارة القانونية لاتحاد هيئات لجان الأهل في المدارس الخاصة مايا جعارة بردويل التي اشارت بدورها الى تراجع المستوى التعليمي بسبب الاوضاع الاقتصادية وكورونا، لكنها اعلنت ان هناك دراسات متناقضة حول حجم هذا التراجع، في حين أن هناك بعض الاهالي مرغم على نقل أولاده من التعليم الخاص الى التعليم الرسمي بسبب عدم تحمل كلفة الاقساط.
وعبّرت جعارة عن حالة ضياع يعيشها اهل التلامذة في هذه المرحلة، وخصوصا ازاء الاختيار بين التعليم عن بُعد وهو غير ذي فاعلية بشكل كاف، وخصوصاً للتلامذة الذين لم يتمّ تخفيف المناهج الممنوحة لهم كطلاب البكالوريا الفرنسية، والتعليم المدمج وسط ارتفاع عدد الاصابات بكورونا، اضافة الى تضرر اكثر من 130 مدرسة جراء انفجار مرفأ بيروت.