اشار الصحافي والكاتب السياسي غسان سعود في حديث لبرنامج “مانشيت” عبر اذاعة صوت المدى، الى أن “الاسرائيلي لديه خطة تجاه لبنان ولا تكتمل حربه في غزة من دون حربه في لبنان، لذلك المقاومة سعت منذ الدقائق الاولى لـ 7 تشرين الاول لاحتواء هذا الموضوع لايصال رسائل ردعية، وبالتالي اتت حادثة مجدل شمس في السياق “مسرحية اسرائيلية واضحة”، جميعنا يجب أن نتوقف عنده بشكل جدي هو ردود فعل أهالي مجدل شمس ضد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الى رئيس الاركان هرتسي هليفي ومن الوزراء اليمينيين، لذلك ما تهدد به “اسرائيل” ليس رداً على لبنان، ومن يقول العكس فهو يتبنّى الرواية الاسرائيلية، لبنان واضح انه لم يعتد واهالي مجدل شمس بتعاملهم مع نتنياهو وبكل ردّة فعلهم تقول إن الاسرائيلي هو المعتدي عليهم وليس اللبناني، “اسرائيل” تحضّر لعدوان على لبنان لا علاقة له لا من قريب أو بعيد بمجدل شمس وهذا العدوان هو نفسه ما نحذّر منه منذ السابع من تشرين الاول ومنذ تلك اللحظة “اسرائيل” قرّرت اعادة رسم خرائط المنطقة بما في ذلك الخرائط اللبنانية”.
واعتبر سعود ان “المواقف السورية واهالي مجدل شمس ومواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط اساسية وتعيد كتابة التاريخ، هذه المواقف تكاملت لتعطي الحق للبنان، نحن اليوم موقفنا امام العالم أنه يُعتدى علينا ولا نعتدي، لذلك هذه المواقف أساسية في النقاش السياسي اللبناني اليومي وأساسية في حقنا في العالم واساسية في كتابة التاريخ في حال تورطت “اسرائيل” جدياً في حرب او في عدوان، ونحن سوف نذهب الى الامم المتحدة لنقول إن “اسرائيل” هي من اعتدت، نحن غير معتدين، لذلك هذه المواقف اساسية جداً وتناقض الرواية الاسرائيلية وتعطي لبنان حقا دوليا وحقا داخليا”.
ورأى أن “اسرائيل” تريد اعادة رسم خرائط المنطقة فهي لا يمكنها التعايش لا مع حماس في كامل فلسطين بما في ذلك الضفة الغربية ولا مع قوى المقاومة بما في ذلك في لبنان ونفوذ حزب الله في لبنان، ومنذ السابع من تشرين الاول “اسرائيل” لديها خطط وتقول “مشكلتنا مع لبنان اكبر من مشكلتنا مع الآخرين واذا لم نعالج موضوع نفوذ حزب الله في لبنان لا نستطيع معالجة موضوع نفوذ حماس في فلسطين، ومنذ ذلك اليوم الحزب يوصل رسائل ردعية بوسائل مختلفة ويقول: “انا قادر وجعكن، ما تعتدو على لبنان”، وبالتالي هذه الرسائل تؤدي غايتها وصمود حماس كل هذا الوقت وخسائر الاسرائيلي كل هذا الوقت من جهة في غزة ومن جهة ثانية رسائل المقاومة الموجعة له، هو ما جعل الاسرائيلي مردود، ومنذ شهر لغاية اليوم نرى الاسرائيلي يقول “ما بدي انتصار بدي كفي مجازري لحقق مشروعي” ولذلك قامت المقاومة على المستوى اللبناني بقراءة لتقول “نعم الاسرائيلي في يكون فاقد عقلانيتو وفاقد عقلو لهذه الدرجة”.
وأضاف سعود “اليوم المؤسسة العسكرية الاسرائيلية تقول للحكومة الاسرائيلية نحن لا نستطيع القيام بحرب على لبنان ومع ذلك الحكومة تقول “مبلا بدنا نعمل حرب على لبنان”، والاكيد اننا اليوم في مرحلة اكثر جدية والحرب أقرب من أي وقت سابق، ودائماً عندما نكون على شفير الهاوية “يا واحد بروح على حل أو بروح على المواجهة” واذا “اسرائيل” اليوم لم تقم بعدوان على لبنان بعد كل هذه التعبئة ستكون نكسة هائلة لها ومن الصعب عليها تحملها، دون اتفاق في غزة، وبالتالي اذا لم نذهب الى اتفاق يجعل “اسرائيل تزيح” نحن 90 % والاستعدادات وكل الجو ذاهبون الى عدوان اسرائيلي”.
وتابع: “المقاومة استطاعت أن توصل خلال الـ 24 الماضية رسائل جدية انها “ما عم تمزح” واي عدوان سيكون الرد عليه كبيرا جداً وهذا ما جعل الاسرائيلي يؤخر العدوان حتى اليوم 42 ساعة، ولكن هل هذه الرسائل تكفي؟ هذه الرسائل جدية وهي منذ 8 أشهر تعطي نتيجة وهي تمنع الاسرائيلي من الاعتداء على لبنان كما كان يشتهي ويأمل، وهل تستطيع ان تؤدي الى المزيد من النتيجة وتمنع الاسرائيلي بشكل كامل، “العسكر الاسرائيلي والاستخبارات يقولون “لا نريد الحرب” اما القيادة السياسية فلديها “غير حسابات”، هل يستطيع العسكر الاسرائيلي أن يقنع القيادة السياسية بإيجاد حل، الاكيد اننا كلبنانيين مصلحتنا بالحل، وفي هذه اللحظة لا تفيدنا الامم المتحدة ولا يفيدنا البكاء على الاطلال ما يفيدنا أن لدينا مقاومة “عم تقلن اذا بتضربونا بنضربكن” وهذا ما يمنع “اسرائيل” من ضربنا، ما يفيدنا الرسائل التي تبعثها المقاومة وتقول “لبنان مش حبة وحبتين”.
وختم سعود قائلاً: “رد المقاومة سيكون على مستوى ردّ الضربة الاسرائيلية وبالتالي ما يحدّد الذهاب الى الحرب ليس نحن بل الضربة الاسرائيلية، والمعادلة: “يا الاسرائيلي بيضرب كتير وبنروح على حرب يا الاسرائيلي بيضرب شي ثانوي وبنروح على رد ثانوي”، مؤكداً: “اليوم الاسرائيلي والمجتمع الدولي بانتظار رد حزب الله وليس ضربة “اسرائيل”، الجميع يفاوض لبنان على كيفية الرد على العدوان الاسرائيلي، “هلقد” نحن اليوم في موقع قوة ويجب على اللبنانيين معرفة كيفية الاستفادة منها”.