جنان جوان أبي راشد – خاص “المدى”
دواء “إيفرميكتين” يباع بسعر بخس جداً في الصيدليات بعد أن سمحت وزارة الصحة في لبنان باستيراده، واستعمال هذا الدواء في علاج مرضى كورونا بات أخيراً منتشراً بشكل واسع في البلاد، وخصوصاً للمرضى في المرحلة الاولى من الاصابة بفيروس كوفيد 19، وقد بات يوصف كوقاية للأشخاص المخالطين الذين لم تَثبُت اصابتُهم، في حين أن كلفة العلاج لا تتعدّى ال6 آلاف ليرة.
فريق الأبحاث المؤلف من أطباء وباحثين في الجامعة اللبنانية كان سبّاقاً عالمياً في اجرائه أبحاثاً على فاعلية هذا الدواء منذ آذار 2020، بعد دراسته خصائص الفيروس والعلاجات الممكنة، والدكتور علي سماحة وهو طبيب قلب وأمراض باطنية يعمل في مجال الأبحاث العلمية والتجارب السريرية ومن ضمن الفريق المذكور تحدث ل “المدى” عن نتيجة الدراسة الأولى التي شملت 100 شخص وأظهرت أن “إيفرميكتين” دواء واعد. وأوضح أن من بين هؤلاء 50 شخصاً خضعوا للعلاج بـ “إيفرميكتين”، فيما تمّت مراقبة ال50 الباقين الذين لم يتناولوا الدواء المذكور، وقد كانت هناك حالات مصابة بأمراض مزمنة أو مسنين في الفئة التي خضعت للعلاج وتلك التي لم تخضع ايضاً، الا أن القاسم المشترك بين الفئتين كان أن المجموعة بكاملها (100 مريض) كانت مؤلفة من المصابين بكورونا ولكن من دون ظهور عوارض المرض عليهم.
وقد أظهرت الدراسة أنه لم تُلحظ التهاباتٌ رئوية حادّة عند ايّ من المرضى الذين خضعوا للعلاج ب”إيفرميكتين”، كما لم يُضطَّر اي منهم من دخول مستشفى بحسب سماحة، الذي يوضح أنه بعد الجرعة الاولى من “إيفرميكتين” تبيّن ان هناك تراجعاً في نسبة تكاثر الفيروس في أجسام المرضى مما يعني تراجعاً في عوارض المرض والاتجاه نحو الشفاء، وهو ما أجمعت عليه الدراسات العالمية حول “إيفرميكتين”، مشيراً الى أن هذا الدواء لا يقتل الفيروس، لكنه يمنعه من الدخول الى خلايا الانسان بما يعيق تكاثره فيه. ويضيف سماحة إن ال50 مريضاً الذين لم يتناولوا “إيفرميكتين” ظهرت في وقت لاحق على عدد منهم عوارض حرارة مرتفعة، أو اضطروا الى دخول المستشفيات، أو أنهم لم يتماثلوا سريعاً الى الشفاء.
ويعلن سماحة أن الدراسة الثانية التي أجراها الفريق نفسه على 400 مريض انطلقت بعد فترة واستهدفت المرضى الذين لديهم عوارض متوسطة وحرجة، فتبيّن أن فاعلية “إيفرميكتين” على هذه الفئة لم تكن “قوية”، لكن في الوقت نفسه لم تكن “معدومة”. ولفت الى أن هذه الدراسة أكدت “المؤكَّد” بأنه كلّما كانت هناك سرعةٌ في البدء بالعلاج المبكر، كلما كان العلاج أكثر فاعلية، فبعد فترة من الاصابة يعاني المرضى من التهابات رئوية حادة، وقد يحارب جهاز المناعة جسم المريض، وقد أثبتت أدوية أخرى فاعلية أكبر في هذه المراحل من المرض على حد تعبير سماحة.
وعن سبب الإشكال عند إثارة احد اعضاء الكونغرس الاميركي الموضوع منذ حوالى شهر في الكونغرس، يقول سماحة إن الامر يعود الى أن “إيفرميكتين” دواء مصدرُه في الاساس شركة اميركية، الا أن هذه الشركة المصنّعة ما تزال لا تنصح باستخدامه ضد كورونا.
هل المسألة مرتبطة بإمكان منافستِه اللقاحات؟ يقول سماحة إن من البديهي أن أي علاجٍ لا يلغي ضرورة تلقي اللقاحات التي من شأنها حماية الانسان من الامراض.
يبقى أن الوقاية من كورونا هي الاساس، أما في حال الاصابة فإن العلاج المبكر أفضل بكثير من الاستهتار الذي قد لا تُحمد عقباه.