نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في عددها الصادر اليوم افتتاحية حملت عنوان: “مقتل أبرز الإرهابيين المطلوبين دوليا، ولكن إرثه الدامي ما زال حياً”.
وتقول الصحيفة إنه في نهاية حزيران 2014 أعلن أبو بكر البغدادي أنه خليفة المسلمين، وأعلن قيام دولة الخلافة، وطالب المسلمين بإعلان ولائهم له ولدولة الخلافة.
وتضيف أن البغدادي حقق الشهرة لنفسه ولتنظيمه بأعمال إرهابية دامية، كان أوجها سقوط الموصل في قبضته قبل أسبوعين من إعلانه مولد دولة الخلافة، فيما أتبع البغدادي تهديداته بتحطيم “أوثان الديموقراطية” وقهر “الصليبيين والملحدين وحماة اليهود” بحملة من الإبادة والاستعباد والاغتصاب والعنف الموجه ضد المسلمين في المقام الأول. وانتهت إمبراطورية البغدادي في أذار الفائت بانهيار خلافته.
وتشير الغارديان الى أن حياة أبرز الإرهابيين المطلوبين دولياً انتهت وهو فار وهارب حيث قرر أن يفجر نفسه. وتقول الصحيفة “إنَّ نهاية البغدادي كانت مشينة، حيث حاصرته القوات الأميركية الخاصة، وفجر نفسه في نفق في سوريا، وقتل في التفجير أطفاله الثلاثة”.
وتتابع الصحيفة: “إنَّ الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” لم يستطع أن يقاوم فرصة مقتل البغدادي للإدلاء بسلسلة من التصريحات المثيرة للجدل لتمجيد نفسه”. موضحة أن تصريحه عن البغدادي أنه “مات ككلب” كان يفتقر للكياسة وغير ضروري وسيتسبب في الكثير من المشاكل للولايات المتحدة في العالم الإسلامي.
كذلك، كشفت الغارديان أن البيت الأبيض قد يضطر في الأيام المقبلة إلى تصحيح بعض “أساطير تمجيد الذات” التي أعلنها ترامب بعد مقتل البغدادي، حيث يعني اضطرار البغدادي لقتل نفسه أن سياسة الولايات المتحدة الخاصة بقتل أعضاء الجماعات الإرهابية ضمن ما يعرف بالحرب على الإرهاب ما زالت مستمرة من دون النقاش الضروري عن مدى أخلاقية وقانونية عمليات الاستهداف والاغتيالات.
وتشدد على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى كل المساعدة الممكنة للتمكن من التغلب على الإرهاب في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أن مقتل البغدادي ضربة كبيرة لتنظيم داعش ولكنه ليس ضربة قاضية.
وترى الصحيفة أن البغدادي لم يكن مقاتلاً ولكنه كان صاحب فكر التنظيم، وتحت أمرته كانت الإدارة الأمنية والعسكرية للتنظيم تحت أمرة مجموعة من الجنود السابقين في الجيش العراقي، فيما اعتبرت أن التغلب على داعش يتطلب أن يقاوم السنة في المنطقة التنظيم والجماعات الموالية له، وهذا أمر صعب في وجود هذه الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.