تعرّض عدد من الصحافيين لهجمات من الشرطة الأميركية خلال تغطيتهم احتجاجات لوس أنجلوس ضد حملة الهجرة التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأمر الذي أثار إدانات واسعة ودعوات لحماية حرية الصحافة، وفق صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وأفاد العديد من الصحافيين بأنّهم تعرّضوا لإطلاق رصاص مطاطي وكرات فلفل، واحتُجز بعضهم لفترات قصيرة خلال بث مباشر، بينهم مراسل “CNN”، جيسون كارول.
وأُصيبت الصحافية الأسترالية لورين توماسي برصاصة مطاطية، فيما نُقل المصور البريطاني نيك ستيرن إلى المستشفى. وأكّدت تقارير إصابة صحافيين من “نيويورك تايمز” و”نيويورك بوست” بذخائر غير قاتلة.
بدورهما، أعربت كل من منظمة “لجنة حماية الصحافيين” و”مراسلون بلا حدود” عن قلقهما الشديد بعد تسجيل ما لا يقل عن 27 حادثة عنف منفصلة ضد الصحافيين في الاحتجاجات منذ 6 حزيران/يونيو الماضي، ودعتا السلطات إلى احترام دور الإعلام، وتوثيق حالات العنف ضد الصحافيين الذين يغطون احتجاجات ذات أهمية عامة، وفق الصحيفة البريطانية.
وتستخدم الشرطة الأميركية ذخائر “أقل فتكاً” كالرصاص المطاطي وكرات الفلفل لتفريق الاحتجاجات، لكنّها تسببت بإصابات خطيرة، ووصف أحد الحوادث بأنه الأكثر عنفًا في يوم احتجاجي واحد.
من جانبه، وصف المدير التنفيذي لـ “منظمة مراسلون بلا حدود” في الولايات المتحدة، كلايتون وييمرز، هذه الحوادث بأنّها “غير مقبولة”، داعياً السلطات في لوس أنجلوس إلى بذل “المزيد لضمان احترام حرية الصحافة خلال هذه الاحتجاجات”.
وقالت منسّقة برنامج الولايات المتحدة وكندا ومنطقة البحر الكاريبي في لجنة حماية الصحافيين، كاثرين جاكوبسن: “نحن نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بإطلاق ضباط إنفاذ القانون طلقات غير مميتة على الصحافيين الذين يغطون الاحتجاجات في لوس أنجلوس”.
وشدّدت جاكوبسن على أنّه “ينبغي عدم التسامح مع أيّ محاولة لتثبيط التغطية الإعلامية أو إسكاتها عن طريق ترهيب الصحافيين أو إيذائهم، ويتعيّن على السلطات احترام دور الإعلام في توثيق القضايا ذات الاهتمام العام”.
وأمس، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتظاهرين في مدينة لوس أنجلوس بأنهم “حيوانات”، واتّهمهم بأنّهم “يحملون أعلام دول أخرى بفخر”.
وزعم ترامب، في خطابه أمام جنود في قاعدة فورت براغ في نورث كارولاينا أمس الثلاثاء، أن لوس أنجلوس تتعرّض لاجتياح من “أعداء أجانب”. وقال إنّ “هذا الانفلات الأمني لن يستمر. لن نسمح بمهاجمة عناصر أمن فيدراليين. لن نسمح باجتياح مدينة أميركية واحتلالها من قبل أعداء أجانب”.