نشرت صحيفة “الغارديان”، افتتاحية بعنوان “نتائج مؤتمر كوب 27 إنجاز حقيقي لكنها غير كافية”.
ورأت الصحيفة أنه غالبًا ما يبدو أن مؤتمرات المناخ تلخص رد الفعل العالمي الأوسع على الانهيار المناخي، حيث يقدم قادة الدول تعهدات كبيرة ولكنها غامضة بالعمل على مكافحة الظاهرة، بينما يتحدث أعضاء جماعات الضغط ويضغطون على الحكومات للحفاظ على الوضع الراهن، أما العلماء ومجموعات المجتمع المدني وأولئك الأكثر تضررًا من حالة الطوارئ المناخية عليهم الصراخ ليسمعوا أصواتهم بالأساس.
وقالت: “النتائج متوقعة: التردد، التهرب، العرقلة، والتخلي عن المسؤولية، يتبعها إجراء تمس الحاجة إليه – ولكنه غير كافٍ بالمرة – في اللحظة الأخيرة”. واعتبرت الصحيفة أنه بالنظر إلى الفوضى المطلقة التي ظهرت في وقت متأخر من مساء يوم السبت، فإن النتيجة النهائية لكوب 27 هي مصدر ارتياح، وفي أحد الجوانب ربما هي سبب للاحتفال.
وأضافت: “الاتفاق على إنشاء صندوق لتعويض الخسائر والأضرار هو اختراق تاريخي، طالبت به البلدان النامية على مدى ثلاثة عقود. كالعادة يكمن الشيطان في التفاصيل: من يمول هذا الصندوق؟ لكنه ينبغي أن يساعد في توفير المساعدة المالية التي تحتاجها الدول الأكثر فقرا للإنقاذ وإعادة البناء، حيث إن الطقس القاسي يضرب سكانها وبنيتها التحتية. ويأتي ذلك على الرغم من المعارضة المستمرة من قبل الولايات المتحدة (حتى الساعة الحادية عشرة) والاتحاد الأوروبي”.
وأشادت الصحيفة باللغة الخاصة بإصلاح المؤسسات المالية الدولية في البيان الختامي للمؤتمر، واعتبرتها إنجازًا حقيقيًا أيضًا ويمكن أن تساعد، على سبيل المثال، البلدان النامية على الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة. لكن مرة أخرى، التفاصيل مهمة – ما هي التغييرات التي سيتم تنفيذها، وبأي سرعة؟
ونقلت “الغارديان” عن ألوك شارما، رئيس كوب 26 العام الماضي، قوله إن مؤتمر شرم الشيخ “كان معركة للحفاظ على الالتزامات التي تم التعهد بها في غلاسغو العام الماضي، ناهيك عن البناء عليها”.
وقال شارما “كبح الانبعاثات بحلول عام 2025 ليس في هذا النص (نص البيان الختامي). متابعة التخفيض التدريجي لاستخدام الفحم ليس في هذا النص. التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري ليس في هذا النص”.
وكتبت الصحيفة أن “صندوق تعويض الخسائر والأضرار ضروري، لكنه يميل إلى التخفيف بدلاً من الوقاية، وهو ما يشبه جمع التبرعات لشراء ملابس جديدة لأحد الجيران بعد مشاهدة منزله محترقًا، لأنك أسقطت عليه عود ثقاب مشتعل”.
وقال سامح شكري، وزير الخارجية المصري ورئيس مؤتمر كوب 27، إن الحفاظ على سقف ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية لا يزال في متناول اليد. من الناحية النظرية هذا صحيح، لكن من الناحية السياسية الأمر ليس كذلك، حسب الصحيفة، حيث يجب أن تنخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2030، بينما تسجل تلك الانبعاثات حاليًا أرقامًا قياسية جديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مؤتمر العام القادم سوف تستضيفه دولة الإمارات العربية، أحد أكبر منتجي الوقود الأحفوري (النفط)، ومن ثم فإن “قلة من الناس متفائلون بشأن احتمالات إحراز تقدم هناك”. وأضافت: “على مدى ثلاثة عقود، أظهر النظام السياسي الدولي مرارًا وتكرارًا عجزه المحبط والمفجع والغريب عن التعامل مع مشكلة لها، في جوهرها، حل بسيط هو: إنهاء اعتمادنا على الوقود الأحفوري”.
وترى الصحيفة أن الإنجاز المهم لهذا العام – الصندوق الجديد – هو في الأساس انتصار للمجتمع المدني والعمل الجماعي بين البلدان النامية. وإذا كان يظهر، حسبما أشار أحد مبعوثي المناخ أنه “يمكننا فعل المستحيل”، فهذه الجهات الفاعلة هي التي يجب أن ينسب الفضل إليها وهي التي توفر قيادة عالمية حقيقية.
وختمت: “يوضح كوب 27 أنه سيتعين عليهم (الجهات الفاعلة) الاستمرار في القتال من أجل كل خطوة صغيرة إلى الأمام، ولكل جزء من الدرجة التي يمكن كبحها من ارتفاع درجات الحرارة”.