اشار الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي في حديث لبرنامج “مانشيت” عبر اذاعة صوت المدى، الى ان “الواضح في الرسالة الاساسية التي ارادت المقاومة ارسالها عبر “فيديو الهدهد” في اتجاهات 3 او 4 هي رسالة بالدرجة الاولى باتجاه العدو على مستوى المؤسسة العسكرية وعلى مستوى المستوطنين وكذلك حكومة العدو وهي رسالة لاميركا وللموفد آموس هوكشتاين بالبريد المضمون المباشر دون وسطاء ودون جلسات ودون تفاوض وهذا العنصر الاهم الذي له علاقة بالتوقيت وهو ايضاً اعلان جهوزية سواء للجنوح باتجاه التهدئة والتبريد على قاعدة التسليم الذي اعتمده الاميركي بالربط القائم بين جبهة غزة وجبهة لبنان”.
واضاف بزي “القاعدة الثانية انه اذا اراد العدو التصعيد فعليه ان ينظر لمسرح العمليات القادم، للداتا الجديدة التي يمكن ان تمثل عنوان المرحلة المقبلة من المواجهة والتي تفتح عملياً على تهجير 250 الف مستوطن “اذا كنا نتحدث فقط عن الكريوت وشمالي حيفا” ومليون ونصف مستوطن اذا كانت كل منطقة شمال فلسطين المحتلة مشمولة في هذه المعادلة، ولكن الاهم في الرسالة والتي هي ذات طابع دقيق جداً اراد العقل الاستراتيجي للحزب ان يرسل رسالته مستبقاً اي معطيات قد يكون حملها معه هوكشتاين الى القادة السياسيين في البلد والحزب واضح ان لديه تقييم وتنبؤ وقرارءة للمشهد ما قبل حدوث الزيارة لذلك اراد من “الهدهد” الذي جال لـ 9 دقائق معلنة في سماء حيفا ان يرسل رسالة واضحة للاسرائيليين ولكن الاهم ان يرسم حدود ما هو ممكن ومتاح وما هو مرفوض وغير متاح، واعتقد هناك ثالوث من الوقائع اصبح محكماً في هذه الـ 48 ساعة، وهو زيارة هوكشتاين وفيديو الهدهد ورسائله ويكتمل الثالوث اليوم بالعنصر الاهم الواضح المباح المعلن باطلالة الامين العام السيد حسن نصرالله، وبناء على هذه المقاربة برأي آموس لم يأت بنبرة عالية كما سمعت من المقال قبل قليل”. ورأى ان “الكرة في ملعب العدو وليس في ملعب حماس كما يحاول الاميركي ان يقدم المشهد”.
ولفت الى حديث النائب ايراهيم الموسوي، قائلاً: “الموسوي يحاول بشكل واضح عن طريقة الغموض البناء ان يشي بأن هذا ليس الا بداية رأس جبل الجليد والاكيد ان المقاومة قدمت جزء من المشهد الكبير الذي تملكه والذي واضح ان مسيراتها قد وصلت الى ما هو ابعد من حيفا، الآن قدمت جزئياً مشهد حيفا كعنوان اول للمواجهة ولداتا الاهداف ولمسرح العمليات ولكن في الاجزاء القادمة واضح ان تل أبيب وما هو ابعد منها مشمول بالمسح الميداني العميق والدقيق والجديد والمحدث لمشاهد خطيرة جداً تدل الى اي درجة تملك المقاومة اطباق معلوماتي ورؤيوي لمسرح العمليات وبالتالي كل مشهد يُعرض مرتبط بالقدرة الطبيعية على النيل من هذا المشهد وتوفر الأداة، عمليا الاجزاء الثلاثة لفيديو امس اختصرت 3 امور: اولاً الصناعات العسكرية وهي درة تاج العدو خاصة شركة “رفائيل” والتي تصدر لدول كثيرة في العالم، ثانياً منطقة الكريوت شمال حيفا والمكونة من 6 احياء تحتوي 263 الف مستوطن وهنا نتحدث عن ضغط كبير جداً على واقع المستوطنين، ثالثاً والاخطر هو مدينة حيفا وما تختصره من اماكن استراتيجية ومواقع حيوية”.
وختم بزي معلناً “وجود فجوة واضحة بين الرغبة والقدرة، “في الامس الاسرائيليين يتهمون الاميركان بتقليم شحنات السلاح التي تصل بشكل مستدام خاصة القنابل الكبيرة، والتخبط بالتصريحات يخفي خلفه رغبة اكيدة بشن حرب على لبنان لكن عدم قدرة اكيدة بشنها اولا بمعزل عن الاميركيين كغطاء دولي وكإمكانات وسلاح وبمعزل عن اميركا لا تريد مواجهة مع ايران وبالتالي هذه عناصر اساسية، وان جيش العدو “منهك ومهشم” مع انقسام سياسي داخلي وتظاهرات يومية في كيان العدو ومقاومة مستعدة ترد على التصعيد بتصعيد أعلى، وبالتالي جبهة لبنان ليست كجبهة غزة اي تحرك جدي باتجاه هذه الجبهة سيجعل واقع المنطقة باكمله مشمولا بهذه المواجهة وسيفتح على العدو ابواب جهنم التي لم ير في غزة الا جزء بسيط منها رغم بطولة الفلسطينيين وانجازاتهم ولكن القادم اذا فتح الهواء الاصفر من لبنان على كيان العدو سيكون آخر ما يتوقعه الاسرائيلي في سلسلة المفاجآت الطويلة التي ستتبع عند ذلك”.