وأوضح بارولين أن الكرسي الرسولي مستعد لجعل الأعداء يلتقون وينظرون إلى أعين بعضهم البعض، ولكي يُعاد إلى الشعوب الأمل والكرامة التي تستحقها، التي هي كرامة السلام. وقال إنه على الرغم من أن قمة إسطنبول باءت بالفشل، كما يبدو، لا بد أن تُعتبر الخطوة الأولى باتجاه السلام.
وقال بارولين إنه لا يوجد سلام أصيل في حال تم فرضه بالقوة أو في حال ارتكز إلى الخوف المتبادل، لافتا إلى أن السلام الحقيقي والأصيل يُبنى من الداخل، ويأتي ثمرة حوار عميق وجاد بين الأطراف المعنية، يتميز بالاحترام المتبادل. وأضاف أنه لا يمكننا أن نتحدث عن سلام حقيقي، إذا ما رفض بلد ما وجود البلد الآخر، لأن السلام الحقيقي والعادل يتحقق عندما يتم الاعتراف بكرامة الجميع وعندما تضمد الجراح.
كما أن السلام بين الدول، تابع يقول، يكون دائماً في حال ارتكز فقط إلى الأسس الصلبة للقانون الدولي واحترام العدالة والحرية، ليس على توازنات هشة تضمنها الأسلحة وحسب. وأكد أن الكنيسة الكاثوليكية والكرسي الرسولي مستمران في تقديم الدعم للأطراف الدولية وللمسؤولين عن الأمم، مطالبَين الجميع بعدم إغلاق الباب في وجه الحوار، لأنه بهذه الطريقة فقط يمكن أن نرى يوماً ما سلاماً أصيلاً، عادلا ودائماً.
واعتبر بارولين أن لكل دولة الحق في الدفاع عن سيادتها وأمنها، ومع ذلك لا بد أن نتساءل إلى أي مدى يساهم تعزيز القوة العسكرية في إرساء أسس الثقة بين الدول، وفي بناء سلام دائم. وأكد أن الحق في الدفاع عن النفس ليس حقاً مطلقاً، إذ لا بد أن يكون مرفقاً بواجب احتواء أو إلغاء المسببات الكامنة وراء الصراعات وأن تقتصر القدرات العسكرية على ما هو ضروري لضمان الأمن والدفاع المشروع عن النفس.
وأشار إلى أن الكرسي الرسولي لا يتقاسم نظرة اللجوء إلى الحرب لحل المشاكل، وهو يطالب – كما النسبة الأكبر من أعضاء الجماعة الدولية – بأن يُرفع الحظر المفروض على المساعدات الإنسانية في القطاع. وتساءل ما إذا كان مقبولا أن نشاهد ما يجري في غزة، حيث يتعرض السكان المدنيون لمأساة رهيبة.
وذكّر بارولين بأن الهدنتين السابقتين سمحتا بالإفراج عن أكثر من مائة وأربعين رهينة، ما يُظهر أن التفاوض يمكن أن يؤدي إلى نتيجة، خصوصا في هذه الأوضاع المعقدة جدا. وشدد على ضرورة أن تندرج المفاوضات ضمن إطار عملية سياسية تهدف إلى حل القضية الإسرائيلية الفلسطينية وضمان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.