كتبت “النهار”: فرضت الحركة الديبلوماسية الناشطة لموفدين سعوديين ولقاءاتهم المرتقبة مع مسؤولين فرنسيين في باريس مواكبة للقاء يُعقد بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في نيودلهي على هامش قمة العشرين إيقاعها على المواقف السياسية في لبنان. إذ غابت المواقف السياسية على نحو شبه كلّي ربّما باستثناء الموقف الذي تم توزيعه لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في أثناء لقائه المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونتيسكا من “عدم تشاؤمه، في ظل عوامل إيجابية بدأت تجول أخيراً في أفق لبنان، بموازاة غيوم الاقتراحات غير الدستورية التي تحوم حول الانتخابات الرئاسية والتي باتت إلى زوال”.
وتقول مصادر سياسية لـ”النهار”، إنّ جميع القوى السياسية حدّدت مواقفها استباقيّاً ولا شيء جديداً تضيفه في الواقع سوى في إطار المناكفات الجارية وهي حكماً ستنتظر ما سيحمله الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والذي سيكون خلاصة اجتماعات باريس ونيودلهي من أجل أن تبني على الشيء الجديد المقتضى.
إلّا أنّ هذا الصمت السياسي لم يفرض هدوءاً في المقابل على السّاحة الداخلية مع انفجار جديد للاشتباكات في مخيم عين الحلوة. وفيما يخشى أن ملف الاشتباكات بات جرحاً نازفاً له أهداف لا تتعلّق بالتنافس على السّلطة فحسب، فإنّ الانعكاسات الكارثية لهذه الاشتباكات على المخيّم كما على مدينة صيدا وجوارها اضطرّت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى الاتّصال بالرّئيس الفلسطيني محمود عباس مشدّداً “على أولوية وقف الأعمال العسكرية والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة”.
وسلّطت الأحداث الأمنية في مخيّم عين الحلوة الضوء على المخاوف الكبيرة التي كان أثارها قائد الجيش العماد جوزاف عون قبل يومين من مواجهة الأسوأ على الحدود اللبنانية السورية التي تشهد تدفّقاً للنازحين السوريين إلى لبنان على نحو بات يُثير قلقاً أمنيّاً فعليّاً وليس اجتماعيّاً أو اقتصاديّاً فحسب في وقت تتفكّك المؤسّسات اللبنانية. إذ باتت التساؤلات تكبر إزاء التدفّق الكبير للاجئين السوريين على خلفية الأزمة الاقتصادية في سوريا.
وفي هذا السياق تحدّثت معلومات ليلاً أنّ ميقاتي ووزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي أعطيا توجيهاتهما لبلدية صيدا بوقف العمل ببناء المخيم عند مدخل صيدا ابتداءً من صباح اليوم بعدما أثار ذلك مخاوف من خلفيّات توطينيّة لإقامة هذه الخيم. وبدأت تتصاعد أصوات محذّرة من هذا الاتجاه.