برغم استعار فضائح السوق السوداء في احتكار وتوزيع وبيع المازوت وتولي الأمن العام منذ 10 أيام مهمة ضبطها، لم تحلّ أزمة المازوت في الجنوب. يتوفر المازوت في السوق السوداء، حيث سقف السعر مفتوح. في السوق السوداء بسعر يصل إلى 40 ألف ليرة للتنكة الواحدة، فيما يباع في المنشآت بمعدل 15 ألف ليرة للصفيحة. الأزمة لم تكسر الكارتيلات المسيطرة، من شركات نفط وأصحاب صهاريج وسماسرة وأصحاب مولّدات. على العكس من ذلك، باتت الكارتيلات أكثر قوة، بحسب صحيفة “الأخبار”.
مصدر أمني أكد لـ”الأخبار” وجود شبكة مافيا أفرادها موظفون وسماسرة وتجار بين المنشآت وخارجها تسحب كميات هائلة من المازوت على اسم الشركات المرخصة، أحياناً من دون علمها وبفواتير وهمية وتعطيها جزءاً قليلاً منها وتبيع الكميات المتبقية في السوق السوداء. تلك السلوكيات دفعت بالأمن العام ومديرية الجمارك وأمن الدولة إلى استحداث نقاط أمنية لمراقبة دخول الصهاريج وخروجها، والوجهة التي ستسلم إليها المازوت وبالكميات المحددة في كشوفات المنشآت.
وفي الإطار نفسه، أكد المصدر وجود مافيا موازية لمافيا السوق السوداء، هي مافيا سرقة المازوت من البحر، إما مباشرة عبر مد أنابيب من البواخر أو بالاتفاق مع العاملين على الباخرة على التسريب العمدي للنفط قبل أن يملأوه ببراميل من البحر.