اشار المحلل السياسي وسيم بزي في حديث لبرنامج “مانشيت” عبر اذاعة صوت المدى، الى ان “الحديث عن مبادرة قطرية حتى هذه اللحظة بالمعنى السياسي الكامل للكلمة حقيقةً غير “دقيق”، لكن ان يتحول الحراك القطري بلحظة معينة الى مبادرة اذا استطاع ان يُحدث خرقاً في جدار السد القائم “هذا ممكن” اولاً، وثانياً من الواضح ان القطريين يستندون بقوة على عامل مهم جداً يجعلهم يتقدمون المشهد السياسي الداخلي على الاقل في اللحظة الحالية وهو حجم الدعم والغطاء الاميركي لحركة القطريين الحالية، وثالثاً لا يأتي الحراك القطري مضموناً كنازع للدور الفرنسي وملغي له، الواضح ان الاميركي “عم يحاول يتحكم” بخيوط الحركة القطرية الحالية بعد الانقلاب على المبادة الفرنسية واقصاءها الى الخلف، فهو يحاول ترك هامش معنوي للفرنسيين، ولكن عملياً ما يسمى بحركة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان كمبادرة فرنسية اصبحت موجودة بمأزق حقيقي خاصة بعد اعلان رئيس المجلس نبيه بري سحب الحوار من التداول و”هو عم يعبي فراغ ما بعد مشهد لودريان”، وسحب بري لمبادرته هو الحراك القطري”.
واضاف بزي “الحراك القطري الآن قد يكون مربوطاً بقدوم الوزير محمد عبد العزيز الخليفي ولكن مسألة 5 الشهر غير مضمونة حتى الآن ولكن الاكيد ان هناك اصراراً قطرياً على تقديم حركتهم ضمن اسلوب جديد يختلف عن حركة الفرنسيين بقواعده يركز على ثنائيين كمحور لاتصالاته “الثنائي الماروني (التيار والقوات) والثنائي الشيعي (امل وحزب الله) باعتبار ان هذين الثنائيين بشكل او بآخر هم مساحة قد تفتح افقاً داخلياً جدي لطروحات رئاسية، ولكن في ظل تمسك جميع الاطراف بتشخيصها للمشهد، وقد تكون خلف القطري كلمات سر اقليمية ودولية لم تظهر حتى الآن فوق السطح ولا اعلم اذا في الايام العشرة القادمة تتدحرج معطيات تغير من الواقع الحالي، وان كنت شخصياً أميل للاعتقاد انه من المبكر الحديث عن اختراق رئاسي جدي، ولكن ايضاً قطر تقارب المشهد بطريقة مختلفة المبدأ الاول فيها باللقاءات يضعون الاولوية التفاهم مع الاطراف الداخلية على اهمية واولوية ان تُجرى الانتخابات الرئاسية، وبلورة هذه الخليفية ولديهم اسماء يطرحوها بكواليس اللقاءات وهذه الاسماء “استمزجوا اطراف اساسية وسمعوا ردود تبعاً لكل طرف وتموضعه وموقفه المبدأي في هذا الاطار”.
ورأى أن “رئيس المجلس نبيه بري أجرى حساباً سياسياً دقيقاً من اقوال لودريان في جولته الاخيرة وسمع تصريحات البطريرك الراعي من استراليا وقدر مواقف القوى الاساسية خاصة المسيحية منها، هو كان يراهن ايجاباً على مساحة حوار تحدث خرقاً وكذلك الراعي ووليد جنبلاط كأطراف اساسية”، مضيفاً “بري قام بجوجولة سريعة للحركة الفرنسية والدولية ومواقف الاطراف وموقف الخماسية من جهة وموقف الاطراف الداخلية من جهة آخرى خاصة من الجهة المسيحية وبالتالي قراره محسوم بدقة “من ان يخرج من توقيت فكرة الحوار بهذه اللحظة لكن يبقي ربط نزاع مع اي تطور ياخذ باتجاه حوار ما في حال تحولت الامور ايجاباً وقرر ترك المشهد بلحظته الحالية لحركة القطريين ولكن مع مواكبة لحظية ودقيقة لاي تطورات ايجابية قد يعود فيها بري بصيغة ما الى المشهد اذا حدث خرق وهو ما نستبعده على الاقل باللحظة الحالية”.
وعن ملف النزوح، اكد بزي “حري بنا نحن اللبنانيون المؤمنون بوطننا وبالرسالة التي يمثلها وبارادة شعبه او قسم كبير من شعبه، بالقتال من اجل الحفاظ على بقاء هذا الوطن، الا نتعاطى بمنطق استسلامي، خاصة ان اعداء الوطن مشخصين معروفين بالاصبع، وبالامس قال النائب جبران باسيل كيف هزمت هذه الارض الارهاب منذ سنوات قليلة في عهد الرئيس العماد ميشال عون وهزمت هذا المشروع الذي كان متبنى دولياً ايضاً خطر النزوح على لبنان كمشروع متبنى دولياً “هزيمة المشروع” ولا اتحدث عن النازحين بالمعنى الانساني للكلمة ولكن قوة الدفع التي تريد ان تفرض علينا تدمير وطننا بايدينا من خلال التسليم بقواعد ما يريده الغرب والامم المتحدة عبر المجرم الاول “المفوضية السامية” فهو امر مرفوض بالتسليم به، ولدينا الكثير من الاوراق التي يمكن استخدامها المهم ان نلتقي، وواحد من الخيارات ان هذه العبوة الضخمة التي يجري نفخها بلبنان بهذا الشكل “بلا ما يكون عصف انفجارها نحو الداخل اللبناني فليكن عصف انفجارها نحو البحر المتوسط وليتحمل الغرب واوربا ودول هذا الغرب مسؤولية خطر يدمرون بلدنا به “ليحموا حالن من جهة وليستمروا بحربهم على الدولة السورية من جهة ثانية”، اما الخيار الثاني فهو حد ادنى من الوحدة الوطنية داخل أطر الدولة ومؤسساتها، اما الخيار الثالث فهو الدعوة الى طاولة وطنية حقيقية”.