كتب وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى عبر حسابه على منصة “إكس”:
في سياق ما هو عليه الغرب كان أمرًا عاديًّا أن يُستهلّ الأولمبياد العالمي في باريس بشعارٍ يحمل في باطنه وظاهره ازدراءً حادًّا بـ العشاء الأخير الذي ما برح المؤمنون بالسيّد المسيح على امتداد العالم يستعيدون ذكراه في كل قداس، كتعبيرٍ عن اللقاء معًا والتشارك الأخوي بروح المحبة والإيمان. ذلك أن الغرب أو معظمه بات على قطيعة معرفية مع الدين والقيم الأخلاقية المتوارثة، وهو تحت ستار الحرية يفرض على البشرية نمطًا سلوكيًّا واحدًا، ويعتبر كل من يرفضه متخلّفاً عن ركب الحضارة.
إنّها الأحادية القمعية المتسترة بالحريّة، التي تزدري بالمسيحية وبالإسلام وبالأخلاقيات الاجتماعية على السواء، والتي في المقابل لم يرف لها جفنٌ أمام المجازر والإبادات التي ارتكبتها منذ عصور الاستعمار على الأقل حتى مأساة غزّة، ولم تتورّع عن الاحتفاء بالموت الجماعي وتذخير القتلة أعداء الإنسانية بالسلاح والعتاد والدعم الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي.
هذا كله أمر عادي ومفهوم في سياق ما هم عليه. لكن غير المفهوم أن يستمر عندنا في لبنان من يتوهّم أن الذين يهينون المسيح ويزدرون بتعاليمه ورسالته، هم أنفسهم من سيحمون المسيحية والمسيحيين في هذا الشرق ويدافعون عن دورهم وحضورهم فيه.
لأَنَّ كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا. فَلا يُجْنَى مِنَ الشَّوْكِ تِينٌ، وَلا يُقْطَفُ مِنَ الْعُلَّيْقِ عِنَبٌ، كما كتب القديس لوقا الإنجيلي.