في شأن التحرك الداخلي المتصل بالاستحقاق الرئاسي فإن المشاورات والمساعي التي جرت على محاور عين التينة وكليمنصو وبكركي في الاسبوعين الاخيرين مرشحة للاستمرار في الايام المقبلة على ضوء ما سيصدر عن اللقاء الخماسي في باريس. لكن مصدراً مطلعًا ابلغ “الديار” امس، ان هذا الحراك الناشط لم ينجح في احداث خرق جدي في جدار ازمة الاستحقاق الرئاسي، لا سيما في ظل ارتفاع سقوف المواقف السياسية عند بعض الاطراف وأخرها إعلان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في افتتاح المؤتمر العام للحزب بحضور ومشاركة اطراف المعارضة عن تعطيل انتخاب الرئيس بحجة منع المجيء برئيس موال لحزب الله.
وصار معلومًا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية تكون نسخة عن الجلسات الـ11 السابقة، وانه سيواصل مشاوراته وحركته للخروج من هذه الدوامة من خلال تأمين المعطيات التي تؤدي الى تحقيق الحد الادنى من التوافق الذي يفسح في المجال امام انتخاب الرئيس الجديد.
وفي هذا الصدد، قالت مصادر قريبة من عين التينة لـ”الديار” امس، ان الازمات الكبيرة التي تعصف في البلاد والتداعيات الناجمة عنها تفترض ان تشكل حافزاً قوياً للتوافق بدلاً من رفع سقوف الخطابات السياسية، مضيفةً انه انطلاقاً من هذا الموقف فإن الرئيس بري سيواصل جهوده ومشاوراته لتغليب الاجواء المناسبة من اجل عقد جلسة انتخاب في اجواء ايجابية تنتج الرئيس الجديد.
وحرصت المصادر على عدم الدخول او التعليق على التكهنات والبوانتاجات التي تصدر في بعض وسائل الاعلام حول هذا المرشح او ذاك، لافتةً الى أن الحديث عن الارقام هو مجرد تكهنات اعلامية، والمهم هو تضييق مساحة الخيارات من خلال تعزيز النهج التوافقي على حساب التصعيد السياسي.
وامس حمل حزب الله على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الفريق الآخر مسؤولية تعطيل البلد، وقال: “لسنا نحن من نعطل البلد وانما الذي يعطله هو من يضع يده عليه بنقده ومصارفه وسياساته وحصاره، ويمنع ان تصل الكهرباء اليه وان تأتي المساعدة للشعب اللبناني”.