خاص المدى- جنان جوان أبي راشد
عشية اصدار مصرف لبنان تعميمَه حول إلزام المصارف بالدفع لكلِّ مودعٍ بالدولار شهرياً من حسابه 400 دولار ” fresh” و 400 دولار أخرى على سعر منصة “sayrafa” أي على 12000ليرة، ارتفع سعرُ صرف الدولار في السوق السوداء، في ظل حالة عدم اليقين.
وبانتظار معرفة الخيط الأبيض من الأسود في هذا الإطار، يرى الخبير المالي والاقتصادي الدكتور ايلي يشوعي أنه عقب ما سُرِّب يمكن وصف التعميم المذكور ب”الخنفشاري” الى حين صدور تفاصيله رسمياً الاثنين، ففي متن التعميم الذي تم تسريبه ظلمٌ وغياب للعدالة وسوءُ توزيعٍ كما يقول، لانه يحدد الحسابات بالدولار كما كانت عليه في تشرين الاول من العام 2019 ، وكل ما طرأ من زيادات عليها لن يكون مشمولاً بالتعميم، بل على العكس، اذ إنه في حال تراجع المبلغ في حساب معين في آذار 2021، فإن ما سيُسدَّد للمودع هو الرقم الأدنى. وأشار الى أن غياب العدالة يتمثل ايضاً في تحديد سقف السحوبات ب400 دولار لكل المودعين ومهما كانت قيمة أرصدتهم.
واذ رفض يشوعي ما وصفها بال”بهلوانيات” من خلال هذا التعميم، انتقد تزامن محاولة ضخّ الدولارات في الاسواق مع ضخّ مزيد من العملة الوطنية، بما يجعل التأثيرات الايجابية على تحسين سعر صرف الليرة جراء ضخ الدولارات تضمحلّ، في حين سيرتفع في المقابل مستوى التضخم، فما سيُعطى بيدٍ سيؤخَذ باليد الأخرى.
ويوضح يشوعي أن صرف مبلغ ال 400 دولار سيكون نقداً كما ورد في التسريبات، في حين أن ال400 دولار على سعر منصة “sayrafa” بالليرة، سيتم صرفُ قسمٍ منها نقداً، وقسمٍ آخر بالبطاقات المصرفية، معتبراً أن اللجوء الى استعمال هذه البطاقات بدلاً من العملة الورقية بهدف منع زيادة الكتلة النقدية في الاسواق هو مجرّد تحايل، ولن يكون له أي مفعول ايجابي.
وسط الفوضى التي ترافق السياسات النقدية والمالية والاقتصادية، يبقى القلق مسيطراً، بانتظار ما ستؤول اليه الأمور عند صدور التعميم الرسمي عن مصرف لبنان الذي كان قد اشار الى أن التسريبات غير دقيقة، وعند بدء تطبيقه في المصارف التي كانت قد أعربت عن استعدادها للالتزام بما سيصدر، لكنّ العبرة تبقى في التنفيذ وفي انعكاساته على سعر الصرف.