ما كاد يبدأ تنفيذ المعادلة اليمنية الجديدة التي أعلنها قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي لتترجم رؤية محور المقاومة، لمفهوم العضّ على الأصابع التي كشف عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حتى اتبعته حركة حماس بالتقدم بمبادرة تفاوضية تلتزم شروط المقاومة، لكنها تبرمجها زمنياً وتتضمّن أرقاماً مقترحة لتبادل الأسرى، تمّت صياغتها بلغة مرنة، حتى بدأ الأميركي والإسرائيلي يتصرّفان بطريقة مختلفة.
فالوقوع بين سندان التصعيد ومطرقة التفاوض بحسب “البناء” ليس من مخرج له بالذهاب إلى معركة في رفح لا تتوافر الذخائر اللازمة لخوضها، كما تقول تقارير الخبراء العسكريين في الكيان، فكيف بشنّ حرب على لبنان تحتاج الى ألوية محاربة بروح قتالية عالية. والألوية قد جرى تدميرها وتدمير روحها المعنوية في غزة؟
خلال ساعات من إعلان السيد الحوثي بدأ الجيش اليمني التنفيذ، فأعلن عن استهداف سفينة إسرائيلية ومدمرة أميركية في البحر الأحمر، وثلاث سفن تجارية إسرائيلية وأميركية في المحيط الهندي، واعترفت المكاتب الملاحيّة البريطانية بعمليات الاستهداف، وقالت إن سفينة أصيبت بصاروخ يمني ألحق بها أضراراً في البحر الأحمر.
مبادرة حركة حماس تحدّثت عن ثلاث مراحل للاتفاق تنتهي بـ وقف نهائيّ للحرب، وإطلاق إعادة الإعمار في المرحلة الثالثة، وفك الحصار وإنجاز الانسحاب الكامل في المرحلة الثانية، وتتضمّن مرحلتها الأولى انسحاب قوات الاحتلال من شارعي صلاح الدين والرشيد، وفتح طريق العودة للنازحين إلى الشمال، وتأمين تدفق المساعدات على كل مناطق قطاع غزة، وتستمرّ لستة أسابيع يتمّ خلالها تبادل الأسرى وفق معادلة المسنّين والنساء والأطفال والمرضى، من ضمنها نسبة عالية من أصحاب المؤبدات من الأسرى الفلسطينيين على أن يكون مقابل كل أسير لدى المقاومة 30 أسيراً فلسطينياً، على أن يصبح الرقم 50 أسيراً عندما يبدأ تبادل الجنود.
التعليق الأميركي الفوري على لسان الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، جاء إيجابياً بالقول إن مبادرة حماس تأتي ضمن أطر التفاوض الذي اتفق عليه في باريس؛ فيما رأى مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن المبادرة غير منطقية، لكنه عملياً قرّر إرسال وفده المفاوض الى الدوحة لاستئناف المفاوضات المجمّدة، ويناقش خلال أيام توسيع صلاحيات الوفد المفاوض.