أكثر من موضوع يشغل قيادة “حزب الله”، الناشط هذه الأيام على أكثر من خط، حيث لا يمكنه إلا الوقوف عند قواعده والمعاناة التي تتكبدها وخصوصا في بلدات الحافة الأمامية في الجنوب، لعدم تمكن أهاليها من العودة إليها والاكتفاء بمشاهدة أطلال منازلهم وانتظار إطلاق ورشة الإعمار.
كان ملف الإعمار من القضايا الأساسية في لقاء سلام ووفد نواب الحزب برئاسة محمد رعد أمس. وحضر الموضوع نفسه في لقاءات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وكيفية مساهمة بلاده فيه. وكان لوقع محطته في بيروت جملة من التحليلات، ولاحقت الأسئلة الرجل للحصول منه على أجواء المفاوضات النووية الأميركية – الإيرانية، نظرا إلى الآثار التي ستخلفها على لبنان والمنطقة. وتلقى أكثر من سؤال عن التخصيب النووي والمعدلات التي سيتم القبول بها.
وأطلع عراقجي المسؤولين، وخصوصا رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، على الخلاصة التي انتهى إليها حتى الآن في مفاوضاته مع الأميركيين. ويرى الحزب أن “من الطبيعي” وجود رئيس الديبلوماسية الإيرانية في بيروت، رغم اعتراض كثيرين في الداخل على حضوره، مع بروز حالة من “الامتعاض” من رؤية الرجل في لبنان على أساس أنه غير مرغوب فيه.
وعلى هامش ما خلفته زيارة عراقجي، يقول الحزب إنه لم يفاجأ بإطلاق وزير الخارجية يوسف رجي مواقفه المعهودة من السلاح، إلى جملة من الشروط على الحزب تحقيقها، قبل البدء بإعمار الجنوب ومناطق أخرى. ويحمّل الحزب رئيس الحكومة مسؤولية سكوته عن كلام رجي “الذي يحرص على تغليب مصلحة القوات اللبنانية على كل الحسابات والمصالح الوطنية، وعلى سلام أن يحاسبه”.
وفي مقابل المواقف الواردة من السرايا الحكومية ووزارة الخارجية، أنتج لقاء عراقجي مع عون جملة من الأمور الإيجابية عند رئاسة الجمهورية، من خلال تأكيد احترام سيادة لبنان وما يتخذه الأفرقاء من قرارات ستكون محل احترام عند طهران. ولم يتم التطرق بين الطرفين إلى ملف سلاح “حزب الله”.
وتبقى الاولوية عند الحزب لالتزام العمل على مشروع الإعمار وطرح الأسئلة المفتوحة: “أين أصبح؟ ولماذا لم يتم وضع خريطته حتى الآن قبل طرح أي موضوع آخر؟”
في معلومات ل”النهار” أن استقبال سلام وفد نواب الحزب كسر الجليد بين الطرفين، وخرجوا بانطباعات إيجابية، وجرت مناقشة الاعتداءات الإسرائيلية وضرورة تصدي الحكومة لها والعمل على الإعمار. وقدم الحزب جملة من الأفكار في هذا الإطار، مع إشارة سلام إلى أنه مع مبادرة السلام العربية وحل الدولتين. وتلاقى الطرفان على تطبيق الإصلاحات والقوانين المطلوبة. ولم يتم البحث في ملف سلاح الحزب.
ويرد قيادي في الحزب بإيجابية على كلام سلام ودعوته إلى تطبيق الطائف، “وهذا الأمر لا يسبب مشكلة عندنا، فهل نحن ضد تطبيق الدستور؟ وهل خرجنا يوما نحن وحركة “أمل” وقلنا إننا مع تجاوز مندرجات الطائف الذي نحترمه ولا تجاوزه؟ وعندما يوجه الحزب انتقادات لرئيس الحكومة لا نطلقها في طبيعة الحال في وجه الطائفة السنية أو الموقع الدستوري الذي تشغله في الرئاسة الثالثة، ولسنا في وارد الدخول في سجال معها، فنحن شركاء مع بقية المكونات في بناء البلد وتحصينه”.
ويسجل الحزب “الخطوة المهمة” من رئيس الجمهورية بتعيينه الوزير السابق علي حميه مستشارا له لشؤون الإعمار، “ويعبّر هذا الإجراء عن إرادة طيبة يُشكر عليها لمساهمة كل المعنيين في إطلاق عجلة الإعمار”.