ثلاثة أشهر على انقطاع المياه المتواصل عن بلدة مركبا (مرجعيون)، كانت كفيلة بدفع أبنائها إلى الاعتصام أمام “مشروع مياه الطيبة”، الذي تُجرّ منه المياه إلى البلدات المجاورة، وطرد الموظفين العاملين فيه وإقفال أبوابه “إلى حين تأمين المياه إلى البلدة”.
اعتراض أبناء البلدة واستنكارهم، “ليس بسبب انقطاع الكهرباء المستمرّ فقط، بل لأنه خلال فصل الصيف حُرمت البلدة من المياه بشكل كامل، في الوقت الذي كانت فيه بلدات مجاورة تحصل على حصة ولو بسيطة من المياه، ما يعني أن هناك استنسابية في عملية توزيع المياه القليلة المتوفرة” يقول محمد حمود، أحد المشاركين في الاعتصام. ويؤكد أن “أهالي البلدة جميعاً لا يزالون يشترون المياه بشكل يومي، من أصحاب السيترنات والجرارات الزراعية، وبأسعار لا تتناسب مع أوضاعهم المعيشية”.
يوضح أحد الموظفين، المتابعين لعمليات ضخّ المياه وتوزيعها في المنطقة لـ”الأخبار”، أن “الكهرباء لم تكن تؤمن أكثر من 4 ساعات يومياً لضخ المياه من النهر إلى برك الطيبة، ومنها إلى بلدات المنطقة، وبالتالي لم نكن قادرين على تأمين المياه إلى كلّ المنطقة”. أما سبب “التمييز” فيردّه إلى أنّ “اتحاد بلديات جبل عامل استطاع تأمين المازوت إلى البلدات التي يوجد فيها آبار إرتوازيّة، لضخّ ما يمكن ضخّه من هذه الآبار إلى عدد من البلدات، ولو بكميات غير كافية لسدّ حاجة الأهالي”.
ويلفت الموظف إلى أن “ما زاد الأزمة سوءاً هي الاعتداءات المتكررة على خطوط دفع المياه لمنع وصول المياه إلى البلدات البعيدة عن نهر الوزاني، وذلك بهدف تأمين المياه إلى البلدات القريبة منه، والتي اعتاد أهلها سابقاً على وصول المياه إليهم من هذه الخطوط طيلة السنوات الماضية، ولذلك لم تكن هذه البلدات مجهزة بالآبار المنزلية التي تساعد في تأمين جزء من حاجة الأهالي من المياه خلال فصل الصيف”، مشيراً إلى أن “النائب علي فياض اتصل مراراً بمدير عام مؤسسة كهرباء لبنان ومدير عام مصلحة مياه الليطاني، بهدف تأمين الكهرباء لضخّ المياه إلى المنطقة، لكن يبدو أن انقطاع الكهرباء المستمر حال دون ذلك”، مبيناً أن “الكهرباء انقطعت بشكل كلّي خلال الأسبوعين الأخيرين وهذا أدى إلى منع ضخ المياه إلى كل خزانات المياه في المنطقة”.