خاص المدى – جنان جوان ابي راشد
وضع خيارات عديدة بين عدد كبير من اللقاحات ضد فيروس كورونا أمام الشعب اللبناني كما اوصت لجنة الصحة النيابية مهم جدا، وخصوصاً أنه لم يجرِ بعد اختبارُ اللقاحات على نطاق واسع، فيما تطوير اللقاحات يحتاج الى سنوات.
شركة فايزر تريد وضع شروط في العقد الموقع مع لبنان تنصّ على عدم تحمّلها مسؤولية المضاعفات التي يمكن ان يؤدي اليها اللقاح، وهذا ما يثير الريبة كما يقول الاستاذ المحاضر والباحث في علم الجراثيم الدكتور سامر صقر، لافتاً الى ان لقاحَي “فايزر بيونتيك” و”موديرنا” يعتمدان تقنيات جديدة غير معروفة مضاعفاتُها، في حين ان التقنيات القديمة المعتمدة في لقاحات اخرى كاللقاح الصيني العائد لشركة “سينوفاك” واللقاح البريطاني “أسترازينيكا” ولقاح “سبوتنيك V” الروسي والتي اثبتت فاعلية، اعراضها طفيفة جدا، وتم اختبار هذه التقنيات تاريخياً.
وشرح صقر في حديث لـ”المدى” ان التقنيات القديمة اعتُمدت في تطوير لقاحات عديدة منها لقاح الانفلونزا، اذ انه يتم سحب “الأذيّة” من الفيروس كي لا يؤذي جسد الانسان الذي يمكنه تطوير المناعة بعد خضوعه للقاح. واضاف: اما في ما يتعلق بالتقنيات الجديدة فإنه يتم حقن ما يعرف بالمعلومات الجينيّة للفيروس في جسم الانسان، فتدخل الى خلاياه التي تقوم بدورها بتطوير نوع من البروتينات او الإبر كما هو معروف، على سطحها، وعندها يستغرب جسم الانسان هكذا بروتينات غريبة على خلاياه فيقوم بتكوين المناعة، لكنّ هذا ما لم تتمّ تجربته بعد.
واوضح صقر ان شركة “موديرنا” التي قامت بتطوير لقاح كورونا في خلال 3 أشهر، والتي استغرقتها المدة بين المرحلتين الاولى والثالثة، لم تقم بتطوير لقاح الانفلونزا بالتقنية نفسها، علماً أن اللقاح الاخير بدأت به منذ العام 2017 وهذا أمر مستغرب. وسأل هل شركتا “فايزر” و”مودرنا” قادرتان على التأكيد أن لا مضاعفات جانبية قوية للقاحهما على المدى الطويل، ولماذا تطلب “فايزر” شروطاً ونصوصاً قانونية؟!
وسأل صقر لماذا لا يُفتح المجال امام خيارات عديدة من اللقاحات؟ واثنى على التقنيات القديمة المعتمدة في اللقاحات الروسية والصينية والبرطانية، داعياً الى ضرورة الاستناد الى الابحاث العلمية، فمن المؤكد ان هناك منافسة بين شركات اللقاحات، والعِلم هو الحَكَم.