أكّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في برنامج عشرين 30 من بيت المغترب في البترون، ان نتشارك مع اللبنانيين الرغبة في الانتفاضة ضد الفساد لكن جزءاً من الحراك كان موجهاً ضدنا على عكس الفئة الصادقة التي عبرت عن رأيها، مشيرا الى ان حين تكون ضد الفساد ستواجه قسماً من المعارضين ونحن خارج المنظومة السياسية والمالية السائدة في البلد حتى لو نحن في البرلمان والحكم، ونحن خارج المنظومة السياسية والمالية السائدة في البلد حتى لو كنا في البرلمان والحكم ونحن غريبون عنها ومرفوضون منها.
ورأى باسيل ان لا يمكن ان تحاسب من يجاهد لتحقيق أمر ايجابي بل من يعرقل وفي بعض المشاريع الداخلية حلفاؤنا أذونا اكثر من خصومنا، أما الخطأ الاساسي هو في عدم العمل لأن من لا يعمل لا يخطئ، والخطأ يكون ايضاً اذا قمنا بشيء يتناقض مع المبادئ وهذا ما لم يحصل، لافتا الى ان الخطأ الذي ارتكبناه هو بسوء التواصل مع الناس ولكن حجم الهجوم الاعلامي كان اقوى من أن نتمكن من صدّه، وقد نكون قصرنا في موضوع التواصل مع الناس، ولكن في لبنان يكافئ البعض الكسول ويحب من يكثر في الكلام ولا يقوم بأي عمل ايجابي.
وشدد باسيل على ان شعار “كلن يعني كلن” يحمي الفاسدين ويجهّل الفاعلين الحقيقيين، فيما الحراك السيء الهدام هو اسوأ من الطبقة السياسية لأنه يحميها من خلال تجهيل المرتكبين الفعليين عبر التعميم وشعار “كلن يعني كلن”، مشيرا الى ان قوتنا الوحيدة هي الناس، فليس عندنا مال ولا دعم خارجي، وفي النهاية الاحتكام يكون للانتخابات وثقة اللبنانيين، وأضاف ان في النظام الحالي لا يمكن تحقيق نتيجة الا بأكثرية نيابية، سواء من طرف واحد او من تحالف على اساس برنامج وهذا امر ليس قائماً، فعلى سبيل المثال هناك اختلافات كثيرة بيننا وبين حزب الله حول مواضيع داخلية، وكذلك مع غيره، موضحا ان الأكثرية ليست معنا ولو كانت كذلك لأصبحت الكهرباء اليوم 24/24، مؤكدا ان الاصلاح مسؤولية لبنانية بالكامل اليوم وفي السابق كان هناك رعاية خارجية معروفة للبلد وكان على اساسها يتم التمويل لتأمين استمرارية الوضع كما كان عليه، وفي النظام الحالي لا يمكن تحقيق نتيجة الا بأكثرية نيابية سواء من طرف واحد او من تحالف على اساس برنامج وهذا امر ليس قائماً.
باسيل اكد ان الاصلاح مسؤولية لبنانية بالكامل اليوم وفي السابق كان هناك رعاية خارجية معروفة للبلد وكان على اساسها يتم التمويل لتأمين استمرارية الوضع كما كان عليه، لافتا الى ان انا كوزير خارجية مارست سياسة ابعاد لبنان عن المشاكل مئة في المئة وجميع المواقف التي اتخذتها كانت تصب في مصلحة لبنان، واتهامي بتنفيذ سياسة حزب الله لأننا متحالفون في السياسة غير صحيح، فأنا بالكاد تشاورت معهم في أي شأن حول سياسة لبنان الخارجية يوم كنت في موقع المسؤولية، وأشار الى ان نحن متحفظون على دور حزب الله في اليمن مثلاً والتفاهم بيننا هو حول الامور المتعلقة بلبنان وليس الشؤون الاقليمية ولكن دائماً نحن مع حزب الله في مواجهة العدو الاسرائيلي.
واعتبر ان الحياد حلم من الاحلام اللبنانية لكنه يحتاج الى عناصر قوة لحمايته وهذا الأمر يتطلب حواراً حول موضوع حزب الله، وهو ما تحدث عنه تفاهم مار مخايل، ولكن انا ضد استعمال الموضوع لاستكمال الحصار على الحزب، مضيفا ان اعلان بعبدا تحييد وانا مارست هذا الامر في وزارة الخارجية ولودريان تحدث عن ابعاد لبنان عن المشاكل لكن هناك فرقاً بين هذا الامر وبين الحياد الذي يتطلب تعديلاً دستورياً وظروف تكوينه يجب ان نعمل عليها، والبطريرك الراعي يدرك ان الامر لن يتحقق بين ليلة وضحاها، مؤكدا ان لسنا منخرطين في محور اقليمي ورأينا معروف في موضوع الحدود ولا يجب ان نسقط من يدنا قدرة الدفاع عن لبنان، فهذه ورقة في مواجهة اسرائيل والاستراتيجية الدفاعية تصب في هذا الاطار، وأضاف ان هناك اعتداء دائم علينا ولولا معادلة القوة هل كان بإمكاننا الحديث عن نفط وغاز بوجود اسرائيل؟ فلماذا يجب ان نخسر ذلك؟
وأكد ان هناك تحدي حقيقي امام الدولة اللبنانية والسورية بعد اقرار الحكومة ورقة عودة النازحين الآمنة والكريمة والتقصير الاساسي هو من المجتمع الدولي الذي يقول للسوريين اذا عدتم سنوقف المساعدات وقبل كورونا كان يعود 30 الفاً في الشهر ولو لم تكن سوريا تريد عودتهم هل كانوا عادوا؟
وتطرق الى الوضع الدولي لافتا الى أن الاتفاق الاميركي-الايراني واقع حتماً والمسألة هي متى ورهاننا على صمود لبنان والخروج من الازمة بتصحيح الاقتصاد والسياسة المالية ونحن مع العلاقة الطيبة مع كل الدول: مع ايران والسعودية ومع اميركا وروسيا وغيرها، وسأل باسيل: هل هناك في لبنان من لا يتكلم مع حزب الله، ولو من تحت الطاولة؟ حتى القوات اللبنانية يفعلون ذلك، ويسعون الى ذلك مع ايران ايضاً، وانا اعرف ما اقول.
وأعلن ان رهاننا ان تكون علاقتنا طيبة مع كل الدول مع ايران والسعودية ومع الولايات المتحدة وروسيا ولبنان همزة وصل بين الشرق والغرب، كاشفا ان هناك تمدد تركي سياسي ومالي وامني وانبه من ان هناك قادة اجهزة حاليين على علم بذلك ويسهلونه وهم 3 من اصل 6 وعندما فتح الموضوع في المجلس الاعلى للدفاع مارسوا الوشاية على من تكلم.
وحول سد بسري لفت الى ان من يريد الغاء سد بسري عليه ان يعوض على الدولة المبالغ التي صرفت، أي 400 مليون دولار تقريباً، وكل من يعترض الآن سبق ووافق على السد، ولينظموا استفتاء لأبناء المناطق التي ستشرب من مياهه لاتخاذ القرار هل نسير فيه، واعتبر ان من يتكلم عن فساد في بسري هو الفاسد اذ شجع البعض ان يقبضوا الاستملاكات ثم فتحوا قضية المرج واذا اوقف السد الخاسر ليس التيار الوطني الحر بل مليون وستمئة الف لبناني سيشربون من مياهه.
وحول ملف الكهرباء أكد ان همنا كهرباء 24/24 وهذا ما يتطلب 3 معامل وهي مطروحة منذ سنة 1978 واليوم افتعلوا المشكل بموضوع سلعاتا بالنكد السياسي، ولو لم توافق الحكومات على خطة الكهرباء لأمكن تحميل الوزراء المتعاقبين المسؤولية لكن المشكلة ان الافرقاء كانوا يؤيدون في مجلس الوزراء ويعرقلون تنفيذ ما وافقوا هم عليه في الخارج، مشيرا الى ان هناك مشكلة في النظام، والبديل نظرياً عن حكومة دياب هي حكومة اخصائيين اخرى مدعومة من الجميع او من افرقاء، وكذلك حكومة تكنو-سياسية مدعومة من الجميع او من افرقاء، والا حكومة وحدة وطنية.
باسيل أعلن أن لا اريد ان اكون وزيراً وفي الحكومة السابقة لم اكن اريد لكن افرقاء كثيرين اصروا وعلى رأسهم الحريري ومن يضع علينا شروطاً في المستقبل سيلقى في المقابل شروطاً اقسى من قبلنا ومن يراهن على تحقيق مكسب سياسي من الازمة لن يتمكن.
وفي الشق الاقتصادي أشار الى ان خيار صندوق النقد الدولي من الضروري الاستمرار فيه حتى النهاية والمعالجة اهم من قضية تحديد الخسائر وهناك منظومة مالية مستشرسة، موضحا ان موقف التيار كان واضحاً في موضوع ارقام الخسائر والنائب كنعان قال انه ليس مع خطة المصارف وان الحكومة هي التي تفاوض، فنحن مع خيار ثالث، فنحن اول من تحدث عن توزيع عادل للخسائر، مع استثناء المودعين، بين مصرف لبنان الذي عليه ان يقبل بعدم إخفاء خسارته، والمصارف التي يجب ان تعترف بالخسارة على ان يكون لها وقت ورأس مال كاف لامتصاص الخسارة والانطلاق مجدداً، والدولة مع رفض الاستيلاء على املاكها واصولها.
باسيل أضاف ان السرية المصرفية كانت قيمة كبيرة في السابق ولكن بعد الذي حصل صارت وسيلة من وسائل حماية المافيا، مشيرا الى ان مقاومة التدقيق الجنائي هي مقاومة لكشف الحقائق تماماً كمقاومة قانون كشف الحسابات والاملاك، وأكّد ان نحن اليوم مع طرح نظام جديد وعندما تدخل الى الحكم تخسر من بريقك ونضارتك لكن الاهم الا تتلطخ من الداخل وان تبقى نظيفاً.
وشدد على ان الطائف فرض بالقوة ونحن لا نقبل تغييره بالقوة بل نتحدث عن العمل ضمن الدستور فإما نظام طائفي تحفظ فيه حقوق الجميع على اساس الميثاقية والمناصفة، او دولة مدنية كاملة نحن لدينا مشروع كامل لها، وختم باسيل بالتأكيد ان طالما العماد عون في الرئاسة لا أقبل بمقاربة الموضوع الرئاسي، فهذا الامر فيه انتقاص من الرئيس ويتضمن استهدافاً خبيثاً لي.