إكتُشفت في باريس مقبرة من العصور القديمة تعود إلى الحقبة الغالو – رومانية وتضم عدداً من المدافن والقرابين، مما سيوفر مزيداً من المعطيات عن حياة قبيلة “باريزي” التي استوطنت ضفاف نهر السين في ذلك الزمن.
وعُثر في المقبرة على نحو خمسين هيكلاً عظمياً تعود إلى القرن الثاني، على الضفة اليسرى للعاصمة الفرنسية، على بعد أمتار قليلة من مدخل محطة “بور رويال” للسكك الحديد.
وسبق أن نُفذت في الموقع أشغال عامة عدة من بينها بناء خط السكك الحديد في سبعينات القرن الماضي، إلا أنها لم تتوصل إلى اكتشاف الحفرة الذي أتاحته في آذار المنصرم حفريات أثرية وقائية قبل الشروع في إنشاء مخرج جديد لمستخدمي هذا الخط.
وبيّنت الحفريات أن جثامين الموتى كانت توضع في نعوش خشبية تمكّن علماء الآثار من ترميمها بفضل المسامير التي لا تزال موجودة. وتعود الهياكل العظمية إلى رجال ونساء وأطفال لوحظ أنهم دفنوا ممدَّدين على ظهورهم، وهم ينتمون على الأرجح إلى قبيلة “باريزي” من شعب “الغال” التي استقرت في لوتيشيا (الإسم القديم لباريس) يوم كانت تحت السيطرة الرومانية.
وعُثر كذلك على أوانٍ خزفية وزجاجية كانت موضوعة في توابيت أكثر من نصف الجثامين. وفي حالات نادرة، كانت عملة معدنية موضوعة في التابوت، أو في فم المتوفى، وهو تقليد كان شائعاً حينها.
وقال رئيس “المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الأثرية الوقائية” دومينيك غارسيا إنّ: “هذه الحفريات تفتح نافذةً مهمةً على العالم الجنائزي لباريس في العصور القديمة”.