بالصور: «المسرح الوطني اللبناني» يحتضن النازحين في طرابلس

السبت ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٤

بالصور: «المسرح الوطني اللبناني» يحتضن النازحين في طرابلس

سوسن الأبطح – الشرق الأوسط

ها هو «المسرح الوطني اللبناني» في طرابلس يتحوّل إلى مركز إيواء، وكان قبل أيام قليلة قِبلة ثقافية، يعرض المسرحيات والأفلام، وينظّم المهرجانات.

35 شخصاً بات هذا المسرح ملجأهم ومسكنهم. صاحب المسرح الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي منهمك بتأمين احتياجات ضيوفه، ينام معهم في المكان، وفي الصباح يتناول معهم الفطور، يشربون الشاي، يعدّون الغداء بشكل جماعي، أو تأتيهم به إحدى الجمعيات الإغاثية.

تجاوز عدد الذين اضطروا إلى ترك بيوتهم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية بسبب القصف الإسرائيلي، المليون شخص. يومياً ثمة آلاف جدد، يُجبرون على ترك منازلهم، لأن دائرة النار تتسع. أزمة إيواء تتجاوز قدرة الدولة التي فتحت المدارس والجامعات، والمستودعات، وكل ما يمكن أن يسعف.

«المسرح الوطني اللبناني» في صور كان من أوائل الأماكن الثقافية التي أخذت المبادرة. من 8 أشهر، ومع بدء الحرب في الجنوب، نزحت عائلات من المناطق الحدودية ووجدت لها ملجأ في هذا المسرح، في الحارة القديمة في صور، لكن حين تمدّدت الحرب، تعرّض هذا الحي الذي كان يُعدّ الأكثر أماناً للقصف الإسرائيلي، فاضطر الأهالي للانتقال إلى «المسرح الوطني اللبناني» في طرابلس.

في صالة العرض الرئيسية بسجادها ومقاعدها المخملية الحمراء، يفترش عدد من الذين لجأوا إلى هنا الأرض، وعلى الخشبة ثمة مجموعة نازحة أخرى. وهناك عائلة حجزت لها غرفة في الكواليس، أما الشبان فقد اختاروا أن يكون مكانهم الطابق الثاني أو ما يُدعى البلكون الذي يطلون منه على الصالة والخشبة. كلٌّ حجز له ولعائلته زاوية من هذا المبنى.

«التجهيزات باتت مؤمّنة؛ كهرباء، وماء، وإنترنت، وفرش، ومعدات مطبخ، والمكتبة مفتوحة أمامهم أيضاً»، يشرح لنا مؤسس المسرح قاسم إسطنبولي. وللتخفيف عن الضيوف، يعرض لهم أفلاماً، ينظّم ورشات عمل من رسم وتمثيل، خصوصاً «السيكودراما» للمساعدة في تخفيف الضغط النفسي، وثمة ورشات أشغال يدوية للكبار، وحكواتي، ومسرح دُمى. في هذه الأنشطة يشارك نازحون وبعض من أبناء المدينة الذين اعتادوا التردد على المكان.

«ليس الهدف أن نصنع من ضيوفنا ممثلين، أو رسامين، وإنما نوّد أن نخفف عنهم، ونجعلهم يشعرون بالراحة، لكن البعض يسعد لأنه يجد نفسه في التمثيل أو الرسم، مثلاً».

يخبر إسطنبولي «الشرق الأوسط»: «كل ما نفعله هو مُهدى إلى شهيدتنا الطفلة سيلانا السمرا (6 سنوات)، التي كان أهلها يبيعون على بسطة قرب المسرح في صور، وتتردّد على المسرح منذ كان عمرها 3 سنوات لتشارك معنا في الأنشطة. قبل وفاتها بيوم، رسمت، وقالت لي غداً أكملها، لكن القصف الإسرائيلي غدر بها مع عائلتها ولم تنج سوى شقيقتها». بعد هذه الحادثة المؤلمة انتقل جزء من العائلات إلى مسرح طرابلس، «وبدءاً من الاثنين المقبل، سنفتح مسرحنا في بيروت، في سينما (الكوليزيه) للنازحين أيضاً».

ويضيف إسطنبولي متأثراً: «كل ما نقوم به، هو تحية لروح سيلانا، وأرواح الأطفال الأبرياء الذين قُتلوا ظلماً، إذ لم تترك إسرائيل منطقة لا في طرابلس ولا صيدا ولا صور، إلا وقتلوا فيها الأبرياء والعزل. سيلانا كانت طفلة مليئة بالشغف والطموح والحب، وأنا أحببتها كما ابنتي».

انقلبت معالم المسرح. حين تدخله تجد سيدة تقشر البطاطا، وهناك شبان يلعبون الشطرنج، وثمة مجموعة تتجاذب أطراف الحديث على رصيف المسرح. ومجموعة تستعد للخروج في نزهة في شوارع طرابلس التي تكتشفها لأول مرة. أما أبو وسيم فهو يستفيق كل يوم يشتري جريدته ويقرأها في الحديقة المجاورة، وأحياناً يدخل مكتبة المسرح، باحثاً عن كتاب جديد. هو صاحب مطبعة جاء من النبطية في الجنوب، وسعد حين وجد بعض كتبه موجودة هنا في المكتبة. أما دانيال فهي سيدة فرنسية متزوجة بلبناني، كانت ابنتهما ترتاد المسرح الوطني في صور، وجاءت مع عائلتها بعد أن قصفت المدينة، واضطروا إلى الرحيل. وهم يستفيدون من وجودهم في طرابلس التي لم يزوروها سابقاً، ليقوموا بجولات سياحية استكشافية.

كل نازح في المسرح له قصته، ومعاناته، يحاول أن يقضي وقته بأفضل طريقة ممكنة، حتى يعود إلى بيته.

النزوح إلى مسرح أمر فيه فائدة، إذ يحاول إسطنبولي أن يجعل التجربة ذات قيمة ثقافية، ويعلن كل يوم أنشطة جديدة، شاكراً من أتوا إلى المسرح لأنهم أضافوا إليه بعداً إنسانياً وأخلاقياً، «نحن نتعلم منهم المحبة واللُّحمة، لقد أغنونا». ويتمنى إسطنبولي أن تفتح كل الأماكن بما فيها دور العبادة، لاستقبال من اضطروا إلى ترك منازلهم. ففي وقت الشدة، تظهر معادن الناس.

«إنها فرصة للتعارف والاختلاط، والتبادل. نحن منذ البدء، هذه مهمتنا. منذ افتتحنا المسرح هنا عام 2022 نأتي بجمهور وفنانين من الجنوب إلى طرابلس، وفي الحرب نصبح بحاجة أكثر إلى هذه اللُّحمة بين الناس».

«المسرح الوطني اللبناني» في طرابلس، مبناه له جمالية خاصة، وتاريخ عريق. فهو في الأصل، سينما «أمبير» التي بُنيت عام 1932، ويُعد أقدم مبنى لسينما لم تطله يد الهدم في لبنان. وكانت هذه السينما قد أُغلقت بسبب الحرب الأهلية، وبقيت مهجورة لـ28 عاماً، إلى أن جاء قاسم إسطنبولي و«جمعية تيرو للفنون» وأعادوا افتتاحها مسرحاً. وهي الجمعية التي أعادت تأهيل صالات سينمائية في لبنان، وحوّلتها إلى مسارح في كل من النبطية وصور وطرابلس، وكان يُفترض أن تُفتتح سينما «كوليزيه» في بيروت مسرحاً وطنياً إضافياً، لكنها ستبدأ أنشطتها الاثنين المقبل باستقبال النازحين، بانتظار انجلاء الغمّة.

شارك الخبر

مباشر مباشر

10:40 am

الهند تحظر واردات كافة السلع من باكستان

10:36 am

العدو يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم 103 على التوالي

10:30 am

تقرير: هكذا فاجأ ترامب نتنياهو “بمقامرته النووية” مع إيران!

10:27 am

مانشستر سيتي يعبر ولفرهامبتون ويصعد للمركز الثالث بالدوري الإنجليزي

10:25 am

المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية: لم نشارك في المفاوضات النووية لإضاعة الوقت بل للتوصل إلى نتيجة

10:25 am

حماس بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة: استمرار جرائم الاحتلال ضد الإعلام الفلسطيني يكشف مدى خوفه من تأثير الإعلام ودوره في فضح جرائمه

10:22 am

مسيّرة على علو متوسط في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت (الميادين)

10:19 am

تحت ملكية عائلة ملياردير شهير.. باريس جديد يصعد رسمياً للدوري الفرنسي

10:17 am

الميادين: 50 شهيداً بالعدوان على قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة

10:07 am

“مفاجأة صاعقة”.. للمرة الأولى في التاريخ شاب عربي لرئاسة ريال مدريد الإسباني

09:57 am

قاسم: سنعمل على مواجهة التحديات باستمرارية المقاومة مشروعًا تحريريًا

09:49 am

الهلال السعودي يعلن نهاية حقبة جيسوس وتكليف مدرب جديد

09:43 am

كارول سماحة تنعى زوجها: روحَك ستبقى تُلهمني وتظلُّ حاضرةً في كلِّ خطوةٍ أخطوها

09:40 am

ينشط بسرقة الدرّاجات الآلية ومطلوب للقضاء اوقفته قوى الامن

09:33 am

الداخلية في غزة: استهداف الاحتلال المتواصل لعناصر التأمين يعكس حجم المؤامرة التي تدبر ضد شعبنا في قطاع غزة ويكشف حجم التواطؤ من قبل فئة من العملاء الخارجين عن الوطنية

09:20 am

روسيا: تدمير 170 طائرة دون طيار و14 زورقاً أوكرانياً مسيّراً خلال الليل

09:19 am

عبدالله: لا تسمحوا للطائفية باجهاض الاستقلالية!

09:13 am

“الميادين”: 11 شهيداً ومصابون إثر القصف الإسرائيلي الذي طال منزلاً وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة

09:12 am

عراقجي رداً على روبيو: إيران تملك الحق الكامل في دورة الوقود النووي

09:06 am

وزير الداخلية في سرايا بيت الدين لمعالجة الازدحام في تسليم صناديق الاقتراع

09:04 am

بعد تعافيه من الجراحة.. مصطفى قمر يكثّف نشاطه الفني

08:53 am

توم كروز يؤكد علاقته بآنا دي أرماس برحلة خاصة إلى لندن

08:49 am

تركيا.. تحذيرات من مخاطر الزلزال في موقع تخزين للغاز الطبيعي

08:47 am

شيرين ترحل و”الكينغ” يعود.. “روتانا” تتعاقد مع محمد منير

08:43 am

أول عربية في هذا المنصب.. طبيبة تحظى بدعم ترامب لتكون الجراح العام لأميركا

08:40 am

أميركا توافق على بيع صواريخ بقيمة 3.5 مليار دولار للسعودية

08:38 am

سوريا.. ما حقيقة هبوط مروحية إسرائيلية في السويداء؟

08:34 am

تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعباً في العالم!

08:29 am

بالفيديو: قتلى وجرحى إثر حادث سير مروّع في ولاية أيداهو الأميركية

08:24 am

الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة في حقل القليعة

08:22 am

انجاز التحضيرات في قائمقامية الشوف لتسليم صناديق الاقتراع

08:20 am

طهران على استعداد لمواصلة التفاعل مع الأطراف الأوروبية بشأن النووي

08:15 am

اتفاق وشيك بين أميركا و”إسرائيل” بشأن مساعدات غزة

08:13 am

الجيش الأميركي ينشئ منطقة عسكرية جديدة على حدود المكسيك

08:10 am

وزير الداخلية تفقد من سرايا بعبدا عملية تسليم صناديق الاقتراع

08:02 am

قتيلان و8 جرحى في 5 حوادث سير خلال 24 ساعة

07:59 am

ترامب يدخل السباق نحو البابوية بطريقته الخاصة! (صورة)

07:54 am

“ردّ نادر” من قصر باكنغهام على ادعاءات الأمير هاري

07:47 am

الموت يفجع كارول سماحة بوفاة زوجها المنتج وليد مصطفى

07:42 am

المرصد السوري: التحالف الدولي يستقدم تعزيزات عسكرية لقاعدته بريف الحسكة