تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي اليوم مع مقطع فيديو لوزير الخارجية الاميركية “مايك بومبيو” متحدثاً عن الحركات الاحتجاجية في العالم بدءاً من “هونغ كونغ” وصولاً إلى العراق ولبنان.
واللافت في الموضوع أن الثورة التي انطلقت في 17 تشرين الاول الفائت جاءت كرد فعل عفوي من الناس على الوضع المعيشي وفجرتها زيادة تعرفة “الواتساب” من قبل وزير الاتصالات محمد شقير ولا علاقة لحزب الله أو إيران بها كما حاول بومبيو أن يوحي في كلامه.
وقال بومبيو: “الصراع من أجل الحرية مستمر لم نشاهد ذلك في “هونغ كونغ” فقط بل شاهدناه في شوارع بيروت وبغداد والشعب رفع صوته ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية”.
وأضاف: “الشعب يريد أن يكون عراقي والشعب يريد أن يكون لبناني وليس حزب الله”، متابعاً: “يريد أن يكون عراقي وليس جزءاً من المليشيات الشعية”.
كل ما تقدم به بومبيو يوحي لا بل يؤكد أن هذه الحركات الاحتجاجية التي يشهدها لبنان ليست بريئة أو عفوية كلياً 100%، نعم “مؤامرة” تتلطى خلف أصوات الفقراء من أجل كسر محور المقاومة في المنطقة بعدما عجز أعداؤها عن المواجهة العسكرية فقرروا استخدام أوجاع ومطالب الناس من أجل تحقيق مكاسبهم الكبيرة بدءاً من اسقاط الحكومة وافتعال الفوضى في الشارع وربما يصوّر لهم طموحهم قدرة افتعال حرب في الداخل اللبناني.
الاحداث التي حصلت ومازالت تحصل اليوم تستدعي منا التوقف والتفكير قليلاً عند بعض المشاهد الاحتجاجية فبعد أيام من انطلاق الاحتجاجات وفي بعض الساحات سمع صوت هتف بين الجموع “إرهابي إرهابي حزب الله إرهابي”… علماً أن النزول الى الشارع كانت أسبابه حياتية وليس “ارهاب” حزب الله أو ايران، ومن مكان اخر قريب هناك امرأة حملت شعار “سمير جعجع صهيوني” بعدها تعرضت للتعنيف الجسدي من قبل أحد الشبان”، كل ذلك يوافق تصريح “بومبيو” الذي ادلى.
المشهد يتضح يوماً بعد يوم، ولا شك بأن هناك خطة رسمت ربما بعد المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام المجتمع الدولي بشأن النازحين السوريين وما سبقها من مواقف تتعلق بالمقاومة وبحق لبنان في الدفاع عن نفسه بوجه الاعتداءات الاسرائيلية، فولدت بين ليلة وضحاها أزمة الدولار وتبعها بشكل تلقائي أزمة البنزين وغيرها.
ملامح العمل في هذه الخطة تقوم على الحصار وتجويع الشعوب وبالتالي خروجهم الى الشوارع “يكفرون” بكل شيء بالحكومة والنظام ورجال السياسية (كلن يعني كلن) فلا شيء أصعب من الجوع وبعدها يتم ادخال بعض “الموظفين” ضمن الحراك يرددون الهتافات ويوجهون المحتجين تنفيذاً لما تريده الغرف السوداء التي علمت ودربت وتمول اليوم.
كل ما يحصل لا يتطلب منا جميعاً سوى “الوعي” الذي يجب أن ينتقل بين اللبنانيين كما العدوى وقبل فوات الاوان.