خاص المدى جنان جوان أبي راشد
مخزون المازوت في 12 مستشفى خاصاً يكفي لمدة يوم أو يومين فقط، ونقيبُ أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون يحذّرُ من سيناريو كارثي.
فوسط الأزمات التي يعيشها القطاعُ الصحي والاستشفائي على صعيد الدواء والمستلزماتِ الطبية والتعرفاتِ وغيرِها، أطّلت أزمةٌ قديمة جديدة تتعلّق بعدم تأمين مادة المازوت للمستشفيات التي تناقص مخزونُها بشكل كبير.
وقد دقّ النقيب هارون ناقوس الخطر في حديث ل “المدى”، محذراً من سيناريو كارثي إذا لم تُحَلّ المشكلة يوم الاثنين أو الثلثاء المقبلين. ولفت الى أننا أمام خطر كبير يتمثل في إمكان توقّف بعض المستشفيات عن العمل وعدم استقبالها المرضى، واقفال أقسام مهمة جداً فيها كالعناية الفائقة وغسيل الكلى، لأن مخزونها لا يكفي لأكثر من يومين.
هارون رفض ذكر أسماء المستشفيات التي وصلت الى مستوى الخط الأحمر لناحية تناقص مادة المازوت لديها، وعددُها 12 مستشفى خاصاً.
وأشار نقيب أصحاب المستشفيات الى معاناة القطاع في هذا الصدد، فالمستشفيات لا تملك في العادة كميات تكفي لأكثر من 10 أيام، فهناك تقنين قاسٍ للتيار الكهربائي وقد ادى الى زيادة في المصروف من ناحية، وهناك الشحّ في المازوت ما جعل المستشفيات تلجأ الى شراء المادة بسعر مرتفع من السوق السوداء من ناحية اخرى كما قال. وأعلن أن حاجة المستشفيات الخاصة وعددها 127 في لبنان، تتراوح ما بين 300 و350 ألف ليتر من المازوت يومياً وتأمين هذه الكمية بالسعر الرسمي صعب جداً حالياً، في حين أن سعر الطنّ في السوق السوداء وصل الى حوالى مليونين و500 ألف ليرة، وبذلك تصل كلفة الصفيحة للمستشفيات الى حوالى 50 ألفاً.
وأوضح هارون أنه على تواصل مع وزارة الطاقة التي أبلغته بأن مخزون منشآت النفط التابعة للدولة في طرابلس والزهراني من المازوت قد نفد، مضيفاً: لقد طالبت بأن تعطي الشركاتُ الخاصة المستوردة للنفط الاولوية للمستشفيات بتزويدها بالمازوت، لكن لا بوادر ايجابية بعد، إذ إن هناك الكثير من الأولويات كالأفران ومحال السوبرماركت وأوجيرو…
مشكلة تزويد المستشفيات بالمازوت ليست بجديدة فقد أطلّت برأسها منذ أكثر من عام، وقد أعلن حينها كلٌ من وزيرَي الطاقة والصحة أنه جرى الاتفاق على اعتماد آلية لتأمين هذه المادة بالسعر الرسمي لكل المستشفيات الحكومية والخاصة، إلا أن كل الآليات في هذه البلاد، وعلى أهميّتها، تتساقط تباعاً آلية تلو الأخرى.