تملأ مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للتبرع بـ”بلازما الدم” من أشخاص شفوا من فيروس “كورونا” لمصابين في مراحل متقدّمة من المرض، وكأنه “الحل السحري” لشفاء هؤلاء بعد استنفاد كل الوسائل الأخرى. علماً أن لا نتائج إيجابية لهذه التقنية في غالب الأحيان، لا بل قد تكون لها مضاعفات سلبية على المصاب.
“لم يثبت، تاريخياً، نجاح عملية نقل البلازما في أيّ من الأمراض الجرثومية، أو في أي مرحلة من المرض يجب أن تُستخدم” بحسب ما يؤكد لـ”الأخبار” طبيب الأمراض الجرثومية في مستشفى القدّيس جاورجيوس عيد عازار.
اذاً المشكلة الأولى هي في توقيت إجراء هذه العملية. المشكلة الثانية، وفق عازار، هي “أن أيّ عملية نقل للدم، أو لإفرازاته، من شخص إلى آخر، قد تؤدي إلى مضاعفات عدة مثل زيادة كمية المياه في الجسم، وردّات فعل متعلقة بالحساسية، وأحياناً إلتهاب رئوي حاد”. والمقلق هو “العشوائية التي تجري بها عملية استخراج البلازما ممن شفوا من الإصابة، دون التأكد من نسبة الإفرازات المناعية التي تحتويها. وإذا أردنا تعريض شخص مصاب بكوفيد لمخاطر نقل البلازما، فأقلّه يجب أن تكون هناك إمكانية للاستفادة منها”.
ويخلص عازار إلى أن “التجارب حول نقل البلازما ليست كافية بعد، ولا شيء يضمن فعّاليتها حتى الساعة. لكن إصرار أهالي المرضى في حالات اليأس دفع الى إجرائها في عدد قليل من الحالات”.