ولد الرسّام غيسيبي أرسيمبولدو (Giuseppe Arcimboldo) في مدينة ميلانو الإيطالية عام 1526، وهو سليل عائلة من الرسّامين وعملاق آخر من عمالقة عصر النهضة المختصين في رسم البورتريه لكن بطريقة غير معتادة.
استخدم أرسيمبولدو تركيبات ذكية للفواكه والخضروات والنباتات وحتى الحيوانات وعناصر أخرى، بدلاً من ملامح الوجه الغنية بالتفاصيل التي يتوقعها المرء في أي بورتريه.
قبل أن يختص أرسيمبولدو في رسم البورتريه، عمل في “فينيراندا فابريكا” (Veneranda Fabbrica)، وهي منظمة أشرفت على بناء وتطوير الكاتدرائيات الشاهقة في ميلانو. وكانت وظيفته آنذاك الرسم على النوافذ وتزيين الأسقف، وقد كان باديًا آنذاك أن إيطاليا أمام رسام عملاق آخر لا يقل موهبة عن دافنشي ومايكل آنجلو.
كان أرسيمبولدو يبلغ من العمر 36 عامًا حينذاك، وقد ساعدته موهبته التي ظهرت في الكاتدرائيات في أن يغادر إيطاليا ليصبح رسامًا لأباطرة الحكم في روما وفيينا ورودولف وبراغ، إذ تسابقوا للحصول على بورتريهات من يد العبقري الذي افتتن عقله بالألغاز والتراكيب الغريبة بعيدًا عن توازن ووضوح لوحات عصر النهضة.
إعادة تعريف البورتريه
تلك الطريقة الغريبة لاقت حفاوة شديدة في البلاط الملكي لماكسيميليان الثاني (الإمبراطور الروماني) والأوساط الفنية من حوله. والسبب هو فلسفة أرسيمبولدو التي رأت في الغلال والفاكهة والخضروات بديلا لملامح البشر، مما جعل إبداعاته هي الأكثر غرابة واستثنائية في عصره، وفتح مناقشات حادة حول ما يجب أن يكون عليه البورتريه.