خاص- حنان مرهج
بعدما إنطلقت الأعمال على طريق وادي الجماجم في المتن، بدأت الحملات والشائعات التي اعتاد عليها البعض، متلطّيًا تحت العباءة البيئية ومطلقًا الأكاذيب التي ترافقت مع عملية توسعة الطريق، هذا البعض الذي لا يعرف قيمة هذا الطريق الذي طالب أهالي المنطقة بتوسعته على مدى سنوات.
جديد هذه الحملات بعد قديمها، ضد هذا الطريق الحيوي الذي لطالما شكّل حلماً للمتنيين، يواظب على قيادتها مدعي صفة الناشط البيئي بول أبي راشد، الذي رصدت له حملات في أماكن عدة، تبين أنها كاذبة.
فمن الخارج تحمل التبريرات البيئية، أما من الداخل فهي سياسية بحتة. وهو يتّبع الأسلوب نفسه الذي استعمله في أماكن أخرى، مع الحملة التي يقودها ضد طريق وادي الجماجم. والا لماذا لم يطلق أي موقف ولم يقم بأي تحرّك في ما خص الطريق الذي تمّ شقّها في قلب الوادي، وهمّه الوحيد إلقاء الأكاذيب على الطريق التي لطالما سعى جاهدًا لتوسعته نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب؟
لكنّ من اعتاد أن يفتعل قضايا ويتغافل عن أخرى محقّة، ماذا يكون؟
وفي وقت يتلهّى البعض بتنفيذ أجندات لا تحقّق إلّا الأذى للمواطن، يؤكد المتابعون أن هذا الطريق الذي عرف بطريق الموت يموّل نفسه بنفسه، أما الأهم فيكمن من الناحية القانونية، فقد تبيّن بالمستندات أن هذا الطريق وافقت على أعماله وزارة الداخلية بناء على موافقة وزارة البيئة. لذا مشكلة المعترضين أضحت مع الوزارات المعنية، وليس مع بو صعب، الشخص الذي يعمل على إنجاز هذا الطريق ولكن بالشكل القانوني.
إذًا، أبي راشد الذي فقد مصداقيته في الشأن البيئي، بعدما أثار عددًا من القضايا المغلوطة، والتي سرعان ما اتضّح الكذب فيها، فضح اليوم مرّة جديدة، ليضحى ناشطًا بحسب المصلحة السياسية، ينتقل من ملف الى آخر في قضايا مفتعلة، ولا تحمل خلفية بيئية بتاتًا، فسقط القناع عن وجهه من جديد.
أما الحملة التي يقودها أبي راشد فقد ووجهت من ابناء المنطقة عبر مواقع التواصل اكثر من مرّة، فبينما سأل البعض “لماذا رفض الطريق، الذي يراعي الشروط البيئية، فأي هدف من كلّ هذا الدجل؟”، طالب آخرون ابي راشد بتفسير الحملة واهدافها لا سيما وأنها “على المفضوح” كيدية سياسية لا علاقة لها بالبيئة لا من قريب ولا من بعيد.
اما الصفعة الأقوى فأتت من الوزير السابق فادي عبّود الذي علّق على الحملة التي يشنّها أبي راشد بالقول: ” كلام غير دقيق يشبه كلامكم عن معالجة كل نفايات لبنان وبأسعار معقولة من دون طمر ومن دون حرق! لم نجد بلداً واحداً في العالم قادراً على هذا! اكبر بلدة في المتن بسكنتا ولا بد من توسيع الطريق الصخور الناتجة عن التوسيع حصراً ستستعمل لتحويلها الى بحص! ما علاقة وادي الجماجم بالموضوع؟”.
وتابع: ” بكل بساطة لا علاقة لوادي الجماجم بتوسيع الطريق! التعدي الحاصل على وادي الجماجم واستعمال هذا الوادي الجميل للتخلص من الردميات عمره عشرات السنوات! توسيع طريق بسكنتا حاجة اقتصادية ماسة لهذه البلدة لخلق مشاريع انتاجية زراعية وصناعية… سؤالك كأنك تعتبر فرص عمل منتجة لزوم ما لا يلزم!؟”
إذًا كالعادة يلبس البعض ثوب الحمل ويتلطّى خلف أعذار واهية، إلا أن الهدف يكون سياسياً بحتًا، وهذا ما يحصل مع بوصعب، الذي يرشق بالسياسة بحجارة المبغضين، الذين فاتهم أن المتضرّر الأول من هذه الحملة، ليس بوصعب نفسه، إنما أهالي المتن، وأبناء المنطقة الذين يمرون يوميًّا على هذا الطريق الذي حصد مئات الضحايا.