قال الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي في حديث لبرنامج “مانشيت” عبر اذاعة صوت المدى، “الواضح ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قدم بمستوى عال من الشفافية والواقعية، قال ما له وما عليه، رسم المشهد كاملاً لـ”عملية الاربعين” لم يكن لديه اي تحفظ او حساسية من قول الحقائق كما هي، بداية حدد ان العدو قام بما سمي بغاراته الاستباقية قبل نصف ساعة من انطلاق عملية المقاومة لكن في المقابل اكد ان العدو تعرض لخديعة كبرى في لعبة الادمغة القائمة بين العدو وبين المقاومة خاصة ان موضوع المناورة في هكذا نوع من المواجهات مهم جداً ومن الواضح ان الاسلوب الذي استخدمته المقاومة في حرف وجهة هجوم العدو او في تجويف الاهداف التي سعى الى ضربها وهي قدرتها مسبقاً”.
واضاف بزي “هذا المستوى من الشرح التفصيلي لحقيقة “عملية الاربعين” يدل بشكل لا لبس فيه ان هدفي المقاومة الاساسيين بناء على ما قاله السيد نصرالله قد تحققا، الهدف الاول هو القصاص والهدف الثاني هو استعادة المبادرة واعادة التوازن لقواعد الاشتباك الردع، اولا ابتلاع العدو للضربة وان كان تحت ادعاء انه قام بضربة استباقية وبالمناسبة يمكن للغة العقل ان تبحث ببساطة بحقيقة ما قاله العدو وحقيقة ما قاله السيد نصرالله ليجد الفجوات الكبيرة في الرواية الاسرائيلية سواء بالحديث عن تدمير 8 الاف صاروخ او الاف الراجمات او ما فعلته القبة الحديدية بالشكل العشوائي الذي تطلقه وضربت احد زوارق “ديبورا” وقتلت جندياً وفي المقابل السيد نصرالله لم يستغل هذه الحادثة ليتبناها او يعلن مسؤولية المقاومة عن ضربها بل تجنب الحديث عنها وهذا ايضاً دليل اضافي على الصدق والشفافية وعدم استغلال اي حادثة لينسبها “انجاز له”.
واكد “منظومة العملية من بدايتها الى نهايتها واضح انها اعتمدت 3 قواعد، اطلاقات صواريخ الكاتيوشا، عشرات المسيرات والسيد تعمد عدم تحديد عدد المسيرات وتعمد القول انها اطلقت من 3 مناطق، وهذا يظهر ان حزب الله قد رسم بدقة مسار عمليته واهدافها والمرامي التكتية والاستراتيجية منها وبناء عليه وبكثير من الثقة نستطيع ان نقول بناء على مجرى الاحداث من فجر امس الى الآن ان العدو قد ابتلع الضربة اولا ولو تحت عنوان انه بادر الى الاستباق، ثانياً ان السيد نصرالله استعمل الواقعية والدقة والشرح المبسط بينما العدو استعمل الفولكلور والمنطق الهوليوودي والرؤى المتخيلة البعيدة عن الواقع، ثالثاً ان هناك مرحلة يمكن الاعلان عن نهايتها على الاقل حتى الآن وان كان الحزب والسيد تعمدوا ربط نزاع هذه المرحلة بناء على تقييم الاطراف وبرأي هذا تكتيك عسكري ونفسي وتفاوضي، ويمكن ان نعلن اننا تجاوزنا “قطوع كبير” بموضوع المحاذير والمخاطر، رابعاً هناك رسالة مهمة للداخل اللبناني يجب ان تقرأ جيداً من اللبنانيين خاصة من يناصبون المقاومة الخصومة او العداء انه كان هناك حرص كبير على حماية المدنيين اللبنانيين وان هذا الحرص تبدى بأحد مظاهره من خلال عدم استهداف مدنيي العدو او بناه التحتية وبرأي من خلاله المقاومة دفعت “اثمان غالية” طوال المرحلة الماضية تأكيداً على حماية المدني اللبناني وهذا ما كان ليحدث لولا ان هناك هناك معادلات للقوة تحكم مسار هذه المواجهة، لذلك وصول السيد نصرالله الى حدود دعوة الاهالي للعودة الى منازلهم دليل على ان مسار الحرب الكبرى او الشاملة او التوسع او المعركة بين الحروب حالياً اصبحت خلفنا ومسار استمرار معركة الاسناد لغزة فصل عن المرحلة التي انتهت بالامس ولكن لنصل الى المرامي التي نطمح اليها لطمأنة الناس على المعنيين وعلى رأسهم اميركا ان تسعى جدياً لفرض مشهد شامل ايجابي في المنطقة رغم دورها المشبوه والملتبس، ويبدأ من فرض وقف اطلاق النار في قطاع غزة ويشكل نقطة الانطلاق لمرحلة جديدة نأمل جميعاً ان نصل اليها”.