منذ أيام، تتوالى التحذيرات من زيادة خطر اندلاع الحرائق في لبنان المترافقة مع موجة حرٍّ قوية تستمر حتى التاسع من أيلول المقبل. دعوات بالجملة أطلقتها وزارتا البيئة والزّراعة ومصلحتا الأرصاد الجوّية والأبحاث الزراعية لحثّ المعنيين والناس على اتخاذ أقصى درجات الوقاية للحؤول دون اندلاع الحرائق أو في أحسن الأحوال البقاء على جهوزية لمواجهة كارثة قد تحل.
ما ينتظر لبنان اليوم من حرائق وكوارث بيئية محتملة لا يغيب عن بال المعنيين، ومنهم وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال، ناصر ياسين، الذي حذّر في حديثه إلى “الأخبار” من أنّ “مخاطر اندلاع الحرائق في الأيّام المقبلة بسبب الطقس الحار وارتفاع درجات الحرارة في عدد من المناطق، مثل عكّار والبقاع الغربي.
وفي سياق المواجهة لحرائق محتملة، أكّد ياسين العمل بطريقة مختلفة هذا الموسم، لناحية “تنفيذ الخطة الوطنية للوقاية من الحرائق بشكل مختلف عمّا سبق، حيث نركّز على المناطق المعرّضة أكثر من غيرها لخطر اندلاع الحرائق فيها، بالتعاون مع مجموعة من المستشارين”. ووفق هذه الخطة “قسّمنا لبنان إلى 14 منطقة كانت قد تعرّضت لحرائق في السّابق، أو هي معرّضة أكثر من غيرها لمخاطر اندلاع الحرائق فيها، وحدّدناها في البلدات والقرى التي توجد فيها غابات ومساحات حرجية تزيد على 20 هكتاراً”. أما الخطوة الأولى من المواجهة فترتكز على “الوقاية بشكلٍ دائم من مخاطر الحريق بالتعاون مع البلديات والجمعيات، ولهذا نعقد اجتماعات دائمة معها بخصوص المناطق المعرّضة مثل عكّار التي تعدّ الأغنى شجراً من بين المناطق اللبنانية، ونقوم بموازاة ذلك بحملات توعية تهدف إلى التخفيف من مخاطر الحرائق”.
وأشار ياسين إلى أنه في حال حصول الحرائق “فإننا نعمل على أكثر من مستوى لمواجهتها”، متطرقاً إلى هذه المستويات التي تتضمّنها الخطّة الوطنية “والتي تتوزّع على خمسة: الأوّل، الوقاية والحدّ من المخاطر، والثّاني المراقبة والإنذار المبكّر عبر النشرات اليومية والنواطير، والثالث عن طريق المستجيب الأوّل الذي يتدخل أوّلاً وسريعاً لإهماد الحرائق يدوياً وبآلات بسيطة كالرفش وعن طريق سيارات صغيرة (atv) مثل التي يستخدمها فريق درب عكّار لإخماد الحرائق وجمعيات مماثلة في البقاع الغربي وصور وعاليه والشّوف وجزّين والمحميات الطبيعية، والرّابع عبر التدخّل السريع لفرق الدفاع المدني التي نحاول تأمين دعم لها بقدر ما نستطيع من صيانة وتأمين محروقات، والخامس عبر تدخّل طوافات الجيش اللبناني لإخماد الحرائق في مناطق يصعب الوصول إليها”.