حذّر “بن آيزنبريس”، مدير العمليات في معهد مستقبل الحياة، من المخاطر الكارثية الناجمة عن الذكاء الاصطناعي التي يتم التقليل من أهميتها حاليًا.
وأوضح بن أن أحد المخاوف يتمثل بأننا نصنع قوة اصطناعية ذكية للغاية لدرجة أن البشرية قد تفقد القدرة على التحكم به، ما قد يؤدي إلى عواقب خطيرة وغير متوقعة، وأضاف الأخير أنه مع التقدم السريع الذي نشهده، هذا السيناريو لم يعد بعيدًا جدًا.
وفي الوقت الحالي، قد لا يكون الذكاء الاصطناعي بحد ذاته هو الخطر الأكبر، فالمشكلة الأكبر هي ما يمكن للبشر تنفيذه باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وشرح بن أنه على المدى القصير، ربما يكون الإرهاب البيولوجي المدعوم بالذكاء الاصطناعي أحد أخطر التهديدات الناجمة عن تطوير الذكاء الاصطناعي من دون رادع، حيث حذر “داريو أمودي”، مؤسس شركة الذكاء الاصطناعي أنثروبيك، الكونغرس الأميركي من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد المجرمين في صنع أسلحة بيولوجية في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام.
كما اكتشف الباحثون أن الأداة المصممة لاكتشاف الأدوية المفيدة يمكن تحويلها بسهولة لاكتشاف سموم كيميائية حيوية جديدة.
وفي هذا السياق، قال بن إن ما يقلقه هو الجماعات الإرهابية التي ستكون قادرة على إعادة استخدام هذه الأدوات لإطلاق الأوبئة المدمرة أو الهجمات الكيميائية.
وكما هو الحال مع الأسلحة البيولوجية، فإن الذكاء الاصطناعي قادر على زيادة قدرة الأسلحة السيبرانية إلى مستويات جديدة من التدمير، وما يثير القلق هو أن هذه العملية ربما بدأت بالفعل.
كذلك، تعتمد الحرب الحديثة على جمع ومعالجة كميات هائلة من المعلومات، إذ أصبحت ساحات القتال شبكات ضخمة من أجهزة الاستشعار وصناع القرار ويمكن أن يصل الهجوم المدمر بشكل أسرع من أي وقت مضى.
ولهذا السبب، بدأت جيوش العالم الآن في التفكير في تطبيق الذكاء الاصطناعي في أنظمة صنع القرار لديها، حيث حذرت استراتيجية الذكاء الاصطناعي الدفاعي من أنه قد يرهق حدود الفهم البشري وغالباً ما يتطلب استجابات بسرعة الآلة.
وقال بن إن إحدى الطرق التي قد نتعثر بها نحو نهاية البشرية هي من خلال الاستيلاء البطيء والصامت، من خلال تمكين السيطرة التدريجية للذكاء الاصطناعي على المعاملات المالية إلى الإجراءات القانونية، إذ تم بالفعل تسليم العديد من المهام إلى الذكاء الاصطناعي.
وختم بن أنه يمكن أن نجد أنفسنا تحت رحمة الذكاء الاصطناعي، من دون أن ندرك حتى ما يحدث من حولنا.