تعتبر مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى لـ”اللواء”، ان مواقف مصر من الحرب الإسرائيلية على غزة والاعتداءات على لبنان، والقضية الفلسطينية عموما، مواقف ثابتة منذ بدء هذه الحرب، وقد عبرت عنها ببيانات ومواقف وتصريحات عديدة، تستنكر وترفض فيها العدوان الإسرائيلي بكل اشكاله، وتحذر من تداعياته الخطيرة، وتصدت بقوة لكل محاولات تهجير الفلسطينيين من ارضهم وتشتيت وجودهم، وبذلت وما تزال مساعيها، لانهاء هذه الحرب واستضافت لقاءات عدة بهذا الخصوص. الا ان الجديد بمواقف الحكومة المصرية الجديدة، هو رفع سقف هذه المواقف والتصريحات، جراء استمرار هذه الحرب الوحشية ضد الفلسطينيين، وإصرار الحكومة الإسرائيلية على تجاهل كل دعوات ومساعي وقف هذه الحرب، وامعانها في سياسات القتل والتدمير والتجويع والتهجير المتواصلة منذ عملية طوفان الأقصى قبل ما يقارب التسعة أشهر، خلافا لكل المعاهدات والمواثيق الدولية.
وترى المصادر ان تصعيد لهجة المواقف المصرية، ليس مرده إلى شخصية وزير الخارجية بدر عبد العاطي المتشددة نوعا ما، ولكنها تعكس سياسية الحكومة المصرية الجديدة وموقف الدولة المصرية أيضا، ما يطرح اسئلة واستفسارات عما إذا، كانت هذه المواقف تعكس تبدلا في التعاطي مع “إسرائيل”، يختلف عن العلاقات التي سبقت الحرب على غزّة، وتعبّر عن استياء واضح، واتجاه لتصعيد نوعي في هذه المواقف، لاسيما بعد تجاهل إسرائيل لدعوات مصر لمنع اجتياح رفح والاستيلاء على محور فيلادلفيا، بما يخالف اتفاقية السلام المعقودة مع الدولة العبرية، والامعان في سياسية تجويع الفلسطينيين، باغلاق جميع المعابر ومنع إيصال المساعدات والغذاء الى الفلسطينيين المحاصرين داخل القطاع.
ولا تستبعد المصادر الديبلوماسية تصعيد المواقف والتصريحات المصرية ضد سياسات رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو في المرحلة المقبلة، وربطت ذلك بمسار انهاء الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزّة، والاتفاق على وضعية القطاع بعد الحرب والجهة التي ستتولى ادارته، وقد يؤدي إطالة امد الحرب وعرقلة جهود وقف الحرب، الى تداعيات ومخاطر غير محمودة على مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية واستمراريتها عن المنحى السابق.