التجربة نفسها تتكرر كل عامين عندما يخضع المعلمون المثبتون والمتعاقدون اليوميون في مدارس وكالة الأمم المتحدة للغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لتقييم يحدد استمرارهم مع الوكالة أو الاستغناء عن خدماتهم. التقييم الدوري ينقسم إلى امتحان خطي ومقابلة شفهية ويحصل، بحسب مصادر المعلمين، وسط إضاعة المعايير لاحتساب علامة النجاح واختيار الفائزين. “دوامة” الاختبار التي تهدف إلى تجديد عقود المعلمين وليس تثبيتهم باتت بالنسبة إليهم آلية عقيمة تهدد استقرارهم الوظيفي ولا ترفع من مستوى التعليم في مدارس الوكالة.
هذا العام، لم يكن الاختبار الخطي، الذي يحدد عادة المستوى الأكاديمي والتخصصي لحاملي الإجازات الجامعية، المعيار الحاسم في احتساب العلامة، أو هذا على الأقل ما فهمه المعلمون القلقون على وظيفتهم من رسالة أرسلها أحد الموظفين المعنيين لبعض الممتحنين حين قال إن “المقابلة هي المفصل وأن الامتحان هو وسيلة للوصول إلى المقابلة، على أن يتم اللجوء إلى معايير أخرى في حال كانت علامة المقابلة متساوية”.
النتائج لم تصدر بعد، لكن الوقائع المتتالية منذ إجراء الامتحان الخطي كانت كافية لزرع الشكوك لدى المعلمين لجهة فتح التقييم على لعبة المحسوبيات، وفق ما أفادت إحدى المعلمات لـ”الأخبار”، إذ أن عدد الفائزين في الامتحان الخطي الذين اتصلت بهم دائرة التعليم للمشاركة في المقابلة الشفهية كان في البداية 20 معلماً فقط في كل مادة وتبعاً للمحافظة. وبحسب المعلمة، تمارس إدارة الوكالة ترهيباً ضد المعلمين كي لا يخرجوا تفاصيل ما يحصل للعلن، علماً بأن المسألة ليست فردية والمتضررين كثر.
وبحسب مصادر الممتحنين، نسفت إدارة الوكالة كل المعايير خارج المقابلة، فلا اعتبار للشهادة ولا للخبرة لسنوات طويلة في مدارس خاصة ورسمية وفي مدارس الوكالة نفسها، ولا مراعاة لامتلاك القدرة على ضبط الصف ولا للدورات والتدريب المستمر الذي يخضع له المعلمون أثناء التعليم. “وحدها مصيدة الدقائق الخمس ستقرر مصيرهم وتفقدهم أمانهم الوظيفي في ظل الضائقة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، علماً بأن غرفة المقابلة غير مجهزة بالوسائل المناسبة، واللجنة غير جديرة بالتقييم”. المفارقة، بحسب المصادر، أن الوكالة تراعي الامتحان الخطي في إعطاء المنح ما يطرح علامات استفهام بشأن الكيل بمكيالين.
ووفق المصادر، قد يحالف الحظ أستاذاً خضع لتدريب بسيط على “مسرحية” المقابلة من التدريبات التي تجريها الأحزاب عشية الاستحقاق ويخيب أمل آخرين اختبروا لسنوات كل أنواع التعليم لمجرد حدوث أمر خلال المقابلة يكون خارجاً عن ارادتهم. و”اللافت أنه لا يتم إبلاغ المعلم بعلامته في الامتحان الخطي ما يفتح الباب على كثير من التلاعب والسمسرة”.