جنان جوان أبي راشد – خاص “المدى”
في اطار جولة شرق أوسطية شملت بغداد والكويت، يحطّ وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان في لبنان الاربعاء حيث يلتقي في اطار برنامجه الرسمي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس الحكومة حسان دياب ووزير الخارجية ناصيف حتي.
الزيارة التي تستمر يومين يجري في خلالها لودريان ايضا لقاءات من خارج البرنامج الرسمي مع عدد من المرجعيات والقيادات والسياسيين، وابرزها مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي.
الكاتب في الشؤون الدبلوماسية خليل فليحان تحدث ل”المدى” عن أهمية هذه الزيارة مشيرا الى انها تنقسم الى شقين الاول يتعلق بتفقده المصالح الفرنسية التجارية والتربوية وهي كثيرة في لبنان والعمل لتقوية هذه المصالح. اما لناحية الشق الثاني السياسي فالزيارة كما يقول فليحان، تأتي في اطار جولة عربية قادت لودريان الى العراق والكويت، موضحا ان فرنسا مهتمة بكل التطورات اللبنانية وبالسياسة في المنطقة برمتها وهي تتفقد مصالحها فيها من حين الى آخر، لكنه استبعد اي مبادرة فرنسية، لافتا الى انها زيارة دعم للبنان وللاعلان عن وقوف باريس الدائم الى جانبه وابعاد كل ما يؤذي هذا البلد.
أما عن الرسائل القاسية التي جرى الحديث عنها والتي يمكن أن يحملها لودريان للّبنانيين بعدما اعلن ان باريس جاهزة لمساعدة لبنان لكن “على اللبنانيين مساعدتنا لمساعدتهم”، رأى فليحان أن هذا الكلام لوزير الخارجية الفرنسية غير مفهوم في اللغة الدبلوماسية، فإذا كان اللبنانيون قادرين على مساعدة أنفسهم فلا حاجة للمساعدة الفرنسية عندها.
وعن انسحاب شركة توتال الفرنسية من عمليات التنقيب عن النفط في لبنان وامكان طرح موضوع ترسيم الحدود مع اسرائيل، اعتبر فليحان أن المسألة ستكون في صلب مباحثات رئيس الدبلوماسية الفرنسية لأنها من مصالح فرنسا المهتمة بابقاء موطىء قدم لها في بلدنا.أما عن ترسيم الحدود فهناك دور مساعد يمكن ان تلعبه باريس، لكنّ الدور الاأميركي مؤثر وفاعل أكثر في ما يتعلق بهذا الملف، بحسب فليحان.
وفي اطار المساعدات التي تقدمها فرنسا لما يعرف بالمدارس المعتمدة والصندوق المخصص للمدارس المسيحية غير المعتمدة، انطلقت الاجراءات التنفيذية قبل وصول لودريان بحسب معلومات “المدى”، إذ إن هذه المدارس طلبت من اهالي التلامذة تعبئة استمارات معقدة الى حد ما، تفاديا للفساد المستشري في لبنان، وكي تصل المساعدات مباشرة الى المحتاجين بالفعل وبطريقة شفافة، وفق التوجيهات الفرنسية.