خاص المدى– جنان جوان أبي راشد
حاكم مصرف لبنان رياض سلامة طلب من وفد جمعية الصناعيين الذي زاره الجمعة الاستعداد للمرحلة المقبلة والتفتيش عن مصادر أخرى لتمويل استيراد المواد الأولية للصناعة، مع توجّه المصرف الى وقف الدعم بشكل نهائي، لكن يبدو أن رسالة سلامة ليست موجّهة الى الصناعيين فقط، بل الى كل اللبنانيين، كما اعلن ل”المدى” نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش، الذي قال: “وكأن سلامة كان يريد أن يوحي في حديثه أمامنا بأن الدعم الموجود حالياً سيتوقف بشكل نهائي وسيُرفع عن كل السلع الاساسية المدعومة كالفيول والبنزين وغيرها، وهو ما يتردد حالياً في وسائل الاعلام في الاساس، حول أن حاكم المركزي لن يستمرّ في عملية المساس بالاحتياطي الالزامي الموجود في البنك المركزي”.
“نحن كصناعيين لم نستفِد من الدعم الا بشكل محدود جداً وكمواد أولية للصناعات الغذائية فقط” كما يقول بكداش، إذ إن جمعية الصناعيين كانت قد طلبت وقف الدعم لباقي الصناعات لما تَسبّب به من مشاكل وعرقلة وتأخير في التصدير.
ويضيف بكداش إنه عدا عن وقف الدعم للمواد الأولية والسلع الأساسية بشكل عام، تبلّغ الصناعيّون توقفَ عملية تحرير جزء من أموالهم الخاصة المحتجزة في البنوك لشراء المواد الاولية بفعل تعميمٍ سابق كان قد صدر عن وزارة الصناعة والمصرف المركزي بتحرير 100 مليون دولار لهم، موضحاً أنه من أصل هذا المبلغ تم سحب 60 مليون دولار، في حين ان هناك 40 مليوناً ما تزال عالقة بين البنوك التجارية ومصرف لبنان، متابعاً إن حاكم مصرف لبنان أشار كذلك الى انه عند استنفاد ال100 مليون دولار لن يكون هناك تحريرٌ لمبالغ أخرى للصناعيين لشراء موادهم الاولية.
ويشير بكداش الى مشكلة اخرى تتمثّل في وجود عدد من ملفات الدعم للمواد الاولية ما تزال عالقة على الرغم من نيلها موافقة من المركزي، وهي بقيمة تتراوح ما بين 11 و15 مليون دولار، معلناً أن هذه البضاعة المدعومة محتجزة في المرافىء لعدم تحويل مصرف لبنان الاموال للمورّدين.
واعتبر بكداش أن هناك مشكلة كبيرة في استيراد المواد الاولية للصناعة، ولذلك فإما سيتمّ اللجوء الى خيار رفع أسعار المواد المصنّعة محلياً في الاسواق اللبنانية، للتمكّن من شراء الدولارات للاستيراد، أو أنه سنعمل لاستقطاب مستثمرين أجانب كي يكونوا شركاء لنا، والخيار الثاني دونه عقبات بسبب الأجواء السياسية الراهنة وغياب الاستقرار والتخوّف من هزّات أمنية على حدّ قوله.
واكد نائبُ رئيس جمعية الصناعيين أن هناك مشكلة كبيرة في تمويل الصناعات في لبنان بعد وقف القروض المصرفية واحتجاز أموال الصناعيين وصعوبة قدوم المستثمرين، ورأى أن المشكلة ستتفاقم في حال ارتفعت نسبة الاستهلاك المتدنيّة في الوقت الحاضر بسبب وباء كورونا.