أكد الباحث المالي والاقتصادي محمود جباعي أن التلاعب بسعر صرف الدولار اخطر بكثير من التلاعب الذي شهده في السابق، وكان يفترض ان تنهار الليرة بالشهر 1000 ليرة فقط نظراً للأوضاع، ولكن ما يحدث اليوم لا يمت للاقتصاد باي صلة، بل هو مرتبط بأمرين، الأول هو قوة خارجية تريد تسريع الانيهار لاستثمارها بالسياسة دولياً او محلياً، والملف الأبرز اليوم هو انتخابات رئيس للجمهورية. أما الأمر الثاني فهو مرتبط باقفال المصارف، والصراع القائم بين المصارف والقضاء، والذي يساهم في انهيار الليرة اكثر فأكثر.
وفي حديث لصوت المدى، اعتبر جباعي أن انهيار الليرة ممنهج وهناك ضغط على الليرة بهدف توجيه رسائل داخيلة، لافتاً الى أن الواقع يقول أننا نحاول الخروج اقتصادياً من الازمة التي نمر بها، ولكن ما يحدث اليوم يأخذنا الى ازمة اصعب من أزمة 2019.
وأشار جباعي الى أن مشكلة المصارف والقضاء يجب ايجاد حل لها بأسرع وقت ممكن لأن الاقفال يسهم بحد كبير بهذا الدمار، عدا عن أن مصرف لبنان يقوم بطباعة 10 تريليون ليرة شهرياً لتأمين رواتب الموظفين، مؤكداً أن الدولار المنطقي اليوم يساوي 52000 ليرة، ولكن المضاربات والتفلت أوصلته الى حدود 80 ألف ليرة.
جباعي ناشد كل من رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي ووزير المال يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة اتخاذ اجراءات سريعة لتفادي الكوارث الأكبر.
أما فيما يتعلق بقرار وزير المال عن استيفاء جزء من الضرائب والرسوم الجمركية نقداً على بعض السلع المحدد، رحب جباعي بهذا القرار، معتبراً أنه قرار ايجابي لأنه يرفع الكتلة النقدية بحوالي 4 مليار دولار ويؤمن رواتب القطاع العام، وذلك اذا انتظمت رسوم الـ TVA وتم تحسين الجباية ووقف التهريب الضريبي، وعلى وزارة المال أن تراقب وتنفذ هذه المسألة، لافتاً الى أن هذا القرار هو اهم من المساعدات التي قد نتلقاها من البنك الدولي.