اشارت مصادر سياسية لـ”البناء” إلى ان جبهات الإسناد العسكريّة تحولت الى جبهة إسناد تفاوضيّة، وبالتالي فإن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقيادة محور المقاومة وضعا أوراقاً تفاوضية هامة بيد المقاومة الفلسطينية بربطهم وقف العمليات العسكرية على هذه الجبهات بوقف العدوان على غزة، ما يعزّز الموقف التفاوضي لحماس خلال المفاوضات ويمنحها هامشاً تفاوضياً أكبر وقوة إضافية للتمسك بشروطها وحقوقها لا سيما وقفاً دائماً لإطلاق النار وفك الحصار وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار”.
واضافت المصادر “كما أن تأكيد السيد نصرالله على معادلات الردع ورسائل القوة التي أعلنها في خطابه الأخير باتجاه “تل أبيب” وواشنطن والعواصم الغربية الداعمة للكيان، ستشكل مزيداً من الضغط على حكومة الكيان للسير مرغمة باتجاه وقف إطلاق النار بعدما ضاقت خياراتها وسقط الرهان على حربٍ شاملة على لبنان تغيّر المعادلة الميدانية على جبهة الشمال وتعيد قوة الردع الإسرائيلية من البوابة الجنوبية وربما تكون مدخلاً للخروج من المأزق الإسرائيلي في حرب غزة، لذلك الضغط من الجبهات كافة وخصوصاً من الجبهة الجنوبية إضافة الى مزيد من الإنهاك للجيش الإسرائيلي في جبهات غزة ورفح والضفة الغربية والجنوب، سيدفع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الى خفض سقف أهدافه الى الحد الأدنى وتضييق هامش المناورة لديه والرهان على عامل الوقت والتغيير في الانتخابات الأميركية المقبلة، والمسارعة للبحث عن صيغة ما لاتفاق ينزله عن الشجرة ويلبي مطالب حركة حماس”. كما حسم السيد نصرالله موقف الحزب من كل الرسائل والمطالب التي يأتي بها الموفدون الغربيون والعرب الى لبنان، بأن الجبهة الجنوبية مستمرّة طالما العدوان على غزة قائم ولن يقبل حزب الله بأي تفاوض أو حتى نقاش في أي تفصيل للملف الحدودي قبل توقف العدوان في القطاع.