انتظار مفاعيل الاتصال الهاتفي بين الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو، ذكرت صحيفة “الديار” أنه في ظل ارتفاع مستوى التوتر بين الرجلين، على خلفية «تمرد» الاخير على نصائح البيت الابيض في شأن ادارة الحرب، فان النتائج الاولية داخليا يمكن اختصارها، باستمرار المراوحة رئاسية بنكهة ديبلوماسية لسفراء «الخماسية»، الذين تحركوا مرة جديدة بالامس دون تقديم جديد يمكن البناء عليه، فيما انتهت الجولة الجديدة من محاولة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل تحميل حزب الله مسؤولية فشل العهد بنتائج «صفرية»، فهو لم يستفز الحزب لدفعه نحو فتح معارك جانبية يمكن ان تخدمه لشد العصب في «شارعه»، فجاء «التجاهل» مدويا، وبينما يزيد الهوة مع حليفه السابق، فهو لم يجد من «يشتري» بضاعته مسيحيا، بعد ردود «قواتية» و»كتائبية» سلبية «تسخر» من خطابه المستجد، وتطالبه بالمزيد من التنازلات والاعتذارات!
«مأزق» نتانياهو
ففي ظل المخاوف، من احتمال ان يحاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الخروج من المأزق الحالي، من خلال توسيع دائرة القتال الى مواجهة شاملة، باعتبارها طوق نجاة لاخفاقه السياسي الداخلي وفشله في الحسم في غزة، وان يرى مخرجا بالقيام بخطوة عسكرية واسعة ضد حزب الله، دخلت واشنطن على خط منع التصعيد بالامس، محاولة فرض هدنة في غزة وانسحابها على الوضع اللبناني، تمهيدا لعودة عاموس هوكشتاين الى بيروت. ووفقا لمصادر ديبلوماسية، لا خوف حقيقيا من تصعيد كبير في الجنوب، لان الجيش «الإسرائيلي» لا يزال مترددا من التصعيد مع حزب الله، وكلا الطرفين حرصا حتى الآن على عدم التصعيد لدرجة حرب شاملة.
الخيارات الاسوأ «اسرائيلياً»
في هذا الوقت، زعم مركز «ألما» للبحوث والمتخصص في تقييم التهديدات في الشمال، إن حزب الله يستهدف «جرّ إسرائيل إلى الحرب، دون أن يكون هو البادئ الفعلي». ولفت في تقرير بأن «إسرائيل» لا تتطلع إلى حرب شاملة، وأن «مصلحتها تتمثل في تفادي نشوب مثل تلك الحرب، لكن مع تحقيق تحسُّن في الوضع الأمني، وإلحاق الضرر بأكبر قدر ممكن من ألوية حزب الله. الأمر بالنسبة «لإسرائيل» هو بمثابة اختيار أقل السيناريوهات سوءا، لانها تدرك قدرات حزب الله، فضلا عن تكلفة الحرب». ولفت المركز الى «أن استخدام حزب الله للصواريخ، التي تفوق في مداها تلك الصواريخ المضادة للدبابات التي استخدمها الحزب في السابق، يعدُّ دليلا على تحوّل في تكتيكات وقدرات الحزب عسكريا». وقال أن «حزب الله يضع في الحسبان تكلفة الحرب، لكنه لا ينظر إلى المستقبل القريب، بل ينظر إلى ما هو أبعد بسنوات».
«يديعوت»: الجيش في محنة
من جهتها، اكدت صحيفة «يديعوت احرنوت» ان الوضع ليس مشجعًا على الحدود اللبنانية، فحزب الله اطلق 2700 صاروخ وطائرة مسيرة، بمعدل 15 صاروخًا يوميًا في المتوسط، وقالت «كلّ يومٍ يمر الجيش بمحنةٍ، ويكتشف أنّ حماس تشن حرب عصاباتٍ استنزافيّةٍ ضدّ «إسرائيل»، كما فعل حزب الله طيلة 18 عامًا منذ 1982 وحتى الانسحاب في عام 2000. ولفتت الصحيفة الى ان الحل الديبلوماسيّ الشامل وحده الذي يمكن أنْ ينقذ الجيش «الإسرائيليّ» من التدهور على الجبهتيْن الجنوبيّة والشماليّة إلى وضع مثل أوكرانيا..ولهذا يجب إرساء وقفٍ طويل الأمد لإطلاق النار بغزة، يؤدي لوقف إطلاق النار مع حزب الله.